24 ساعة- إدريس العولة
لأول مرة في تاريخ المونديال منذ انطلاقه خلال ثلاثينيات القرن الماضي، المغرب يخلق الحدث بمونديال قطر 2022 ليس كونه تمكن من الوصول إلى المربع الذهبي عن جدارة وإستحقاق.
أمهات الأسود مادة دسمة خلال المونديال
بل استطاع الأسود أن يكتبوا التاريخ بحبر من ذهب وهذه المرة في منحى آخر لم يخطر على بال الصحافة العالمية، التي تعودت على نقل الأخبار الكلاسيكية لمتتبعي المستديرة، من قبيل النتائج والتنظيم وأحوال الجمهور والمنتخبات المشاركة وغيرها من الأمور التي تصاحب مثل هذه المحطات الكروية، إلا أنها وجدت نفسها أمام مواد صحفية جديدة و دسمة خلال مونديال قطر، لم يتم تدريسها في معاهد الصحافة المختلفة، فاضطرت مجبرة للتعامل مع هذا الجديد وإعطائه حيزا كبيرا على صفحاتها، ببساطة إنهن أمهات أسود الأطلس اللواتي أبين مرافقة فلذات أكبادهن لقطر، حيث شكلن جرعات زائدة وإكسيرا وفيرا لدعم وتشجيع أسود الأطلس خلال كل المباريات التي لعبوها.
أمهات الأسود يسرقن الأضواء بمونديال قطر
تعودت الصحافة العالمية ومعها متتبعي المستديرة، أن نجوم الكرة عادة ما يصطحبون معهم صديقاتهم وخليلاتهم وأحيانا زوجاتهم خلال المحطات الكروية العالمية، إلا أن أسود الأطلس خرجوا عن القاعدة وكسروا المألوف، وأختاروا اصطحاب أمهاتهم لمونديال قطر ، ليبرهنوا للعالم ، أن البر بالوالدين من أهم أولوياتهم وأن لاشيء يعلو على ذلك، وليؤكدوا أيضا لسكان العالم مدى أهمية الأم داخل المنظومة الإجتماعية المغربية، ودورها الريادي في التربية والحرص على الترابط الأسري.
سلوك أثار اهتمام كل متتبعي مونديال قطر، وصارت كل شبكات التواصل الإجتماعي تعج بصور لاعبي المنتخب المغربي وهم يقبلون أيادي ورؤوس أمهاتهم، ويرقصون معهن داخل رقعة الملعب تعبيرا عن فرحتهم وبهجتهم، وصارت كاميرات المصورين الصحافيين تتسابق من أجل الظفر بأحسن صورة لأسد مع والدته.
إذن إنتهى المونديال، فنجحت قطر في التنظيم وتمكنت الأرجنتين من الظفر بالكأس، واستطاع المغرب أن يتربع على عرش قلوب المتتبعين بأدائه الجيد والمتميز، وإعطائه دروسا في البر بالوالدين والترابط الأسري.
أمهات الأسود يحضين باستقبال ملكي
لم يستأثر حضور أمهات الأسود بمونديال قطر، من قبل الصحافة العالمية وكل المتتبعين والمهتمين فقط، بل جلالة الملك محمد السادس أيضا، شعر بالفخر والاعتزاز وهو يشاهد أمهات الأسود أيضا يشجعن أبنائهن بذلك الحماس الذي قل نظيره، فأبى جلالته استقبالهن وتوشيحهن رفقة أبنائهن.