وكالات
أدى أمير المؤمنين الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم، صلاة الجمعة بمسجد الإمام مالك بمدينة فاس.
وفي مستهل خطبتي الجمعة، ذكر الخطيب بالغاية من خلق الله الجن والإنس، وهي عبادته وحده لا شريك له، مصداقا لقوله تعالى في محكم كتابه “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”، مشيرا إلى أن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وهي بهذا التعريف تشمل كل ما يصدر عن العبد من الأعمال القلبية والبدنية المشروعة.
وسجل أن العبادة نوعان: نوع واجب، ونوع مستحب، فالواجب كالفرائض من صلاة وصيام وزكاة وحج، والمستحب هو ما لا يتحدد بوقت كنوافل الصلوات والصدقات والصيام، وما يطلب من المؤمن كل وقت كذكر الله، من تسبيح وتحميد وتهليل، وقراءة القرآن الكريم، فالمسلم لا تمر عليه فترة من غير عبادة قولية أو فعلية، بشرط أن يقبل عليها بكل إخلاص وتجرد، وبكل نشاط وحب لتلك الطاعة وتذوق لحلاوتها، كما قال عليه الصلاة والسلام:” ذاق طعم الإيمان، من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا”.
وأشار الخطيب إلى أن لكل ملذوذ في الدنيا لذة واحدة ثم تزول، إلا لذة العبادة لله، فإن لها ثلاث لذات: لذة إذا كان العبد فيها، ولذة إذا تذكر أنه أداها، ولذة إذا أ ع ط ي ثوابها، مبرزا أن القلب إذا ذاق طعم العبادة والإخلاص لله، لم يكن شيء قط عنده أحلى من ذلك، ولا أطيب ولا ألذ.
وذكر بأن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يجد راحة نفسه في الصلاة، ويقول: “جعلت قرة عيني في الصلاة “، مضيفا أن الحاصل، هو أن كل عمل منسوب إلى الله يعود على المومن براحة الضمير، وراحة الضمير فيما لله، هي لذة العبادة.
وأشار الخطيب إلى أن الإنسان يبحث عن راحة القلب، وسعادة النفس، والخلاص من الأزمات والابتلاءات، وينشد حلولا للمشاكل التي تعترضه في حياته، ولو علم الناس أن في هذا الدين ما يبدد كل مشكل، ويعالج كل معضلة، لعضوا عليه بالنواجذ، مبرزا أنه في شريعة الله وطاعته وعبادته نعيم لا يجارى، ولذة لا تبارى، تغمر القلب والنفس راحة وطمأنينة.
وفي الختام، ابتهل الخطيب إلى الله عز و جل أن ينصر أمير المؤمنين، حامي حمى الملة والدين الملك محمد السادس، نصرا عزيزا تعز به الدين، وتجمع به كلمة المسلمين، وأن يقر عين بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد عضده بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير المجيد مولاي رشيد، ويحفظه في كافة أسرته الملكية الشريفة.
كما تضرع إلى العلي القدير بأن يتغمد بواسع رحمته فقيدي العروبة والإسلام جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويطيب ثراهما ويكرم مثواهما ويسكنهما فسيح جناته.