أمين سامي
عند الحديث عن مستقبل المجتمعات، لا يمكن تناول التغيري التكنولوجي بمعزل عن الظواهر الأخرى؛ فالقوى أو الاتجاهات الأخرى، مثل العولمة والاستدامة والتحولات الديموغرافية والتحضر، ستؤثر بدورها على الحالة المستقبلية للاقتصاد وعلى مستقبل العمل. لذلك، إذا كنا نريد أن نفهم كيف سيتشكل المستقبل، فعلينا الاعتراف بالتفاعلات ضمن هذه الاتجاهات لأنها غالباً ما تعزز بعضها البعض. ومن التكنولوجيات مايمكن أن تساعد في التغلب على معظم التحديات المرتبطة بهذه الاتجاهات، مثل شيخوخة السكان وزيادة شح الموارد المائية بما في ذلك نقص الغذاء في الاقتصادات النامية) وتزايد حالات عدم المساواة.
وتطلق المفوضية الأوروبية على هذه التكنولوجيات اسم “التكنولوجيات الرئيسية” .
إن التكنولوجيات الرئيسية المستقبلية تتسم بسمتي أساسيتين ، أولوهما أنها تشكل مجتمعة ً نظام بيئي مستقبلي وتعزز في الوقت ذاته ذلك التطور، أي أن التكنولوجيات الجديدة التي تستند إلى التكنولوجيات القائمة تحسن من أداء تلك التكنولوجيات القائمة
والعكس بالعكس .
أما السمة الثانية فتتمثل في أن هذه التكنولوجيات تؤدي إلى تسارع في الابتكار، حيث يؤدي كل تطور تكنولوجي إلى مجموعة واسعة من القطاعات والصناعات. وبالتالي فالإبتكار يشكل بدوره منصة لمزيد من التحسين التكنولوجي والابتكار. ولذلك تساعد هذه التكنولوجيات على تطوير تطبيقات جديدة متعددة في مختلف المجالات.
وتنطبق هاتان السمتان على الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراين وسلسلة الكتل والتكنولوجيا الحيوية، فكل واحدة من هذه التكنولوجيات. كلها ما زالت في مرحلة مبكرة من التطوير كما يتضح من موقعها على أحدث دورة هايب غارترن.
وما زال أمام كل واحدة منها مجالات عديدة للبحث والتجريب والابتكار في المستقبل، ما قد يؤدي إلى نتائج غريبة ومتوقعة. لذلك فإننا نعتقد أن هذه التكنولوجيات الأربعة ستمثل محاور جيدة مرشحة ً للرهان والاستثمار مستقبلا ً ، حيث يمكن استخدامها معا لبناء حلول أسرع وأدق للتحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية الأكثر إلحاحاً في العالم أمام ما يساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي حددتها الأمم المتحدة.
خبير واستشاري في التخطيط الاستراتيجي للمنظمات غير الحكومية.