24 ساعة – متابعة
في خضم الأحداث والتطورات التي تعيشها منطقة الكركارات، بعد محاولات جبهة البوليساريو الانفصالية الرامية لهدم الاستقرار في المنطقة، قرر عدد من الدول افتتاح قنصليات بالصحراء المغربية كتعبير عن دعمهم لوحدة المغرب الترابية، وفي قرار وصفه الديوان الملكي ب”القرار التاريخي الهام والداعم للوحدة الترابية المغربية على هذا الجزء من ترابه”، قررت الإمارات افتتاح قنصليتها بالصحراء المغربية، في هذا السياق أجرت “24 ساعة”، حوارا مع المحلل السياسي والباحث في مجال الإعلام و صناعة الرأي العام، ليتحدث لنا عن خلفية هذه الخطوة الهامة فيما يالي نص الحوار :
-كيف تقرؤون تطورات العلاقات المغربية الإماراتية لاسيما بعد إعلان افتتاح الإمارات لقنصليتها في الصحراء؟
في الواقع، العلاقات المغربية الإماراتية هي علاقات متميزة ولم تكن تشهد أي نقصان، وبالتالي لا يمكننا أن نتحدث عن تطور في العلاقات المغربية الإماراتية، وما أثار هذا النقاش ربما هو الإشاعات والتضخيم الذي طال هذه القضية، أي نعم، هنالك اختلاف في بعض القضايا المحدودة جدا، لكن العلاقات الإماراتية المغربية جد طيبة ومتينة، ومن أكثر العلاقات تميزا بين الدول العربية وهذا معروف، وبالنسبة لمواقف الامارات حيال المغرب وقضاياه فهي ثابتة ولم تشهد أي اضطراب من قبل، بخلاف ما ينشر من شائعات بين الفينة و الاخرى من مواقع مشبوهة لأعداء وحدة التراب الوطني ولشبكات التسميم الاعلامي التي يديرها الاخوان المسلمون لصالح مموليهم.
ومن الضروري أن نشير إلى أن إقدام الإمارات على فتح قنصلية في الصحراء المغربية هو تأكيد على عمق هذه العلاقات التي تتعدى الدبلوماسية التقليدية وترقى الى مستوى الترابط العائلي الوثيق.
كما أكدت هذه الخطوة على أن المغرب دولة قوية تتمتع بعلاقات راسخة في محيطها العربي، رغم كل محاولات التشويش التي تديرها البوليساريو والدول التي تكن العداء لوحدة التراب المغربي. كما تعتبر ضربة قوية لمن حاولوا المزايدة و ترويج الأكاذيب بخصوص العلاقات المتينة بين المغرب والإمارات.ومن المنتظر أن تتخذ دول عربية أخرى في الفترة المقبلة قرارا بالمبادرة إلى فتح قنصلياتها بالصحراء المغربية.
– ما هي في رأيكم، خلفيات افتتاح هذه القنصلية؟
ليست هناك أي خلفيات أو أجندات خفية كما يروج البعض بل أتت في سياق فترة انتصارات متتالية للديبلوماسية المغربية تأكد من خلالها بأن المغرب يحصل على دعم دبلوماسي دولي من طرف دول وازنة، في مساره الرامي لاحلال السلام والاستقرار ، في الوقت الذي تحاول فيه البوليساريو خلق الفوضى وانعدام الامن، لكن الديبلوماسية المغربية تقوم في كل مرة بالرد عن هذه التصرفات بمكاسب دبلوماسية واقعية تؤكد سيادة المغرب على هذه المنطقة وتفشل المخططات التخريبية لأعداء الوحدة الترابية. مجهودات توجت بقطع بعض الدول لعلاقاتها مع البوليساريو وعودتها للشرعية الدولية والقانون الدولي، ذلك لأن المغرب في أرضه بقوة الوثائق التاريخية والقانون والواقع وكل من يحاول التشكيك في هذه الوحدة فلا حجة له سواء كانت تاريخية أو قانونية.
اذا السياق هو الانتصارات والدينامية التي يشهدها الملف اليوم والذي يشكل فرصة لانضمام الدول العربية ودخولها على الخط قصد المشاركة في هذه الموجة من الانتصارات ودعمها.
– هل ترون بأن هذه الخطوة قد تفتح آفاقا جديدة للتعاون، خاصة بعد الحديث عن فتور في العلاقة بين البلدين؟
في الشق المتعلق بآفاق التعاون، فمن المؤكد بأن الاستثمارات ستكون أكبر، مما قد يفسح المجال لإنشاء مشاريع جديدة بالمنطقة. أما فيما يخص الجمود فلم تشهد العلاقات بين البلدين جمودا بل كما سبق أن ذكرت هنالك بعض الاختلافات في الرؤى، وهذا يحدث حتى في البيت الواحد وهذا لا يفسد للود قضية، والمغرب مستمر في مسيرته التصاعدية لتطوير هذه العلاقات وليس العكس، وهو ما أكدته الإمارات حين صرحت بأن علاقتها مع المغرب قوية.
وتجدر الإشارة إلى أن منطقة الصحراء المغربية ستشكل بوابة لتقوية العلاقات العربية الإفريقية، عبر استثمار علاقته التاريخية مع دول الساحل، وهو ما سيغلق الباب في وجه طموحات بعض القوى الإقليمية و الدولية التي تلعب دورا مشبوها في هذه المنطقة من خلال تزكية الارهاب والتطرف خدمة لمآربها وأجنداتها.
كما أن تمتين الروابط العربية- الإفريقية عن طريقة هذه البوابة سيفتح المجال لتثبيت التواصل الثقافي بين العرب والأفارقة، ذاك لأن المغرب بلد مقبول به في إفريقيا وله تاريخ عميق مع هذه الدول وبالتالي فإن المغرب هو البوابة الآمنة والطريق الأكثر اختصارا لتسهيل التواصل والتعامل مع الأفارقة دون الوقوع في أخطاء أو الاصطدام بحساسيات.