24 ساعة – متابعة
يعرف حزب العدالة والتنمية حراكا داخليا، وصراعات بدأت تخرج للعلن، على اثر قيام منتمين لشبيبة المصباح بتوقيع وثيقة تدعو لعقد مؤتمر إستثنائي، من أجل ما أسموه تصحيح مسار الحزب، وهو الأمر الذي تفاعل معه إيجابا المجلس الوطني الذي وصف الأمر في بلاغ له، بالتفعيل الطبيعي للقوانين التنظيمية للحزب. ومن جهة اخرى تعرف فروع الحزب خارج المغرب عدة مشاكل أبرزها الصراعات المستمرة بين نجيب بوليف الوزير السابق والمسؤول عن التنظيم الحزبي خارج المغرب، بسبب التسيير الارتجالي والعشوائي حسب وصف البعض، مما دفع مكتب فرع ألمانيا لتقديم استقالته احتجاجا على تدبير بوليف. ومن أجل فهم ما يقع داخل حزب المصباح وشبيبته، وكذا الصراع مع بوليف، قال القيادي الشاب و المنتمي لفرع الحزب بألمانيا أناس الحيوني، في حوار مع جريدة “24 ساعة” الإلكترونية،حول المخاض الذي يعرفه الحزب والصراعات التي كثرت منذ “رحيل بنكيران” عن الأمانة العامة.
ماذا يقع داخل البيجيدي هل نحن امام حركة تصحيحية بالمفهوم السياسي المتعارف عليه ام مجرد تفعيل لالية تنظيمية داخلية ؟
أولا ،لابد من الإشارة بأن قوانين حزب العدالة والتنمية تسمح لكافة مناضلي الحزب التعبير عن تصويراته وقراءاتهم السياسية في جو ديمقراطي يكفل حرية الرأي والتعبير. من هذا الباب قام عدد من شباب الحزب والشبيبة بصياغة مذكرة تستند من ناحية الشكل على أسس مسطرية تنظيمية كمطلب موجه بالدرجة الأولى إلى أعضاء المجلس الوطني للحسم في نقطة الدعوة إلى عقد دورة استثنائية للمؤتمر الوطني. شخصيا سعدت كثيرا بهذا المستوى السياسي الراقي لهؤلاء الشباب وحرصهم على بث الروح مجددا داخل الجسم التنظيمي الذي أصيب بأمراض سوء التسيير وغياب استراتيجية عمل واضحة والتخبط في قرارات ارتجالية على مستوى التدبير الحكومي بعيدة تماما عن روح المشروع الاصلاحي للحزب.
ويمكن القول أنها حركة تصحيحية تاريخية تبناها شباب الحزب والشبيبة بضمير حي كتعبير منهم من جهة عن رفضهم لطريقة تدبير القيادة الحالية على المستوى التدبير الحزبي والحكومي معا، ومن جهة أخرى رغبة أكيدة من هؤلاء الشباب استرجاع الحزب لهويته الوطنية والحزبية مناصرا لقضايا الشعب الجوهرية.
الجميع تتبع “صراعكم” مع بوليف ماذا يقع بالضبط وهل للامر علاقة بالمؤتمر السابق ؟
بالنسبة لفرع ألمانيا وطريقة تدبير بوليف لهذا الملف فالأمر له علاقة من جهة بمحاولة التفاف على القوانين، حيث تفاجئنا كمناضلين بالحزب بمراسلة “غريبة” يطرح فيها بوليف بصفته رئيس لجنة مغاربة العالم سؤالا حول رغبة الأعضاء في الاستمرار بالعمل بالحزب من عدمه! ومساطر الحزب واضحة تماما، فنحن أمام فرع قدم مكتبه استقالته وبالتالي يفترض أن تتم الدعوة إلى جمع عام لتجديد هياكل الفرع وانتخاب مسؤولين جدد. لكن بوليف فضل القيام بمحاولة الغربلة القبلية، بعدما سبقتها محاولات أخرى حيث كانت يتواصل سرا مع مجموعة من الأعضاء من ألمانيا ووجه لهم دعوة لتنظيم لقاء بمدينة فرانكفورت، في إقصاء تام لعدد مهم من المناضلين. بل ويحاول استقطاب أعضاء جدد لتحقيق الأغلبية العددية والتحكم مسبقا في مخرجات الجمع العام وتشكيل مكتب على المقاس. وأرجو أن لا يكون لهذه التحركات علاقة باقتراب موعد المؤتمر الوطني والمشاركين فيه. وللآسف بوليف وبعض الإخوة بالأمانة العامة لازالت لديهم حساسية شديدة من النقاش الذي عرف إعلاميا ب “الولاية الثالثة” وموقفي المعروف من ذلك. وكذلك موقف فرع ألمانيا من الحوار الداخلي الحزب ورفضنا المشاركة فيه كهئية مجالية. ولا أعتقد شخصيا أن هناك رغبة للانتقام لأني لازلت أؤمن بأن حزب المؤسسات لا يسمح بالعبث.
يروج حديث حول تقليص المشاركة في الانتخابات المقبلة، ماهو موقفكم وهل تعتبرون حزبكم يخشى من نتائج سيئة ؟ ام للامر علاقة بما يروج حول اتفاق ورسم للخريطة السياسية بشكل استباقي تفاديا للمفاجآت ؟
شخصيا لم أتابع أي تصريح رسمي لأي عضو داخل الحزب يدعو فيه إلى هذا. وأعتقد بأن النقاش الجوهري يجب أن يتمحور حول أي دور للحزب كمشروع سياسي إصلاحي في تعزيز أسس الديمقراطية بالبلاد. مع القيادة الحالية الجواب واضح وقد عشنا طبيعة ذلك خلال مرحلة ما بعد إعفاء بنكيران. وبالتالي يجب أن يكون المطلب الأساسي الآن هو تجديد القيادة لتصحيح المسار الذي عرف اختلالات كثيرة للاسف.