24ساعة- متابعة
سيشكل تنظيم الحلم الكروي “مونديال 2030” من قبل المملكة المغربية إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال ، قفزة تاريخية لقاطرة التنمية بالمملكة تعادل تحقيق أهداف استراتيجية لما يقارب عشرات السنين، فقد أكد مراقبون أن تنظيم المونديال يمثل تحديا تنظيما كبيرا للمملكة و باقي البلدان المنظمة، و لكنه و سيلة من ذهب لتسريع التنمية الشاملة للمغرب، و قد تكون الست سنوات القادمة فرصة لتحقيق انجازات 20 سنة أخرى.
وحسب المراقبين المتخصصين فإن هذه السنة تشهد انبعاثا جديدا لمملكة عظيمة تحت قيادة ملك عظيم محمد السادس حفظه الله وأيده، حيث أن عملبة البناء عقب زلزال الحوز، وتنظيم مونديال 2030، و كان 2025، إضافة إلى الاستثمارات الاستراتيجية الضخمة التي تستقبلها بلادنا حاليا في قطاع السيارات الكهربائية و الطيران، و قريبا الاستثمارات في الصناعات العسكرية، إضافة لما سيتم الإعلان عنه من اكتشافات معدنية و غازية و ربما نفطية، كلها مؤشرات تظهر أن المملكة في الطريق الصحيح للتحول إلى قوة إقليمية و قارية تنافس كبريات الدول على عدة أصعدة، بفضل حكمة و تبصر جلالة الملك و إيمان شعبه برؤيته السديدة.
وأكد المراقبون أنه بعد الإعلان على خبر تنظيم “مونديال2030” بالمملكة المغربية وإسبانيا والبرتغال، الآن أضحى من الضروري تسريع برامج التنمية الشاملة خلال 6 السنوات المقبلة لتكون المملكة جاهزة لإبراز مقوماتها التاريخية و الاقتصادية و الرياضية و الثقافية بشكل يليق بمكانتها بين الأمم كممثل لإفريقيا و العالم العربي و الإسلامي في هذه النسخة المليئة بالدلالات الحضارية و الإنسانية.
و من بين الأوراش التي يجب الانكباب على إنجازها، على المستوى اللوجيستي و البنية التحتية و وسائل النقل:
– تسريع إنجاز خطوط السكك الحديدية الجديدة و الخط الفائق السرعة الدار البيضاء أكادير مرورا بمراكش، و كذا التجديد الشامل لعربات مختلف الخطوط لتكون بجودة عالية موفرة أعلى شروط الراحة و السلامة لزوار المملكة و مواطنيها، و بهوية بصرية تعبر عن الهوية المغربية متعددة الروافد.
– تعزيز شبكة الطرق السيارة لتسهيل عملية التنقل بين المدن المرشحة لاحتضان مباريات المونديال، و تسريع ورش تتليث بعض المحاور، مثل الرباط-فاس و الرباط-طنجة و البيضاء-مراكش، و التي تعرف حاليا اختناقات متعددة في بعض المراحل، مثل العطل و التي سيزداد عدد مرتاديها بشكل كبير خلال السنوات قبيل المونديال. المحاور المبرمجة مثل فاس-بني ملال-مراكش و كذا الرباط-برشيد و فاس-طنجة أضحت ضرورية لإخراجها قبل هذه التظاهرة.
– الخطوط الملكية المغربية، الناقل الرسمي المملكة، يجب أن تكون في مقدمة برامج التحضير للمونديال، بدءا من تغيير سريع على مستوى التسيير و الاستفادة من الكفاءات المغربية بالخارج في هذا الميدان و الذي سيعزز لا محالة من نجاعة التدبير داخل هذه المؤسسة و يرفع من مكانتها القارية و الإقليمية. اليوم بات من الضروري الرفع من الأسطول عبر استراتيجية جديدة قد يتم تفضيل عملية الكراء بعيد المدى (leasing) على شراء طائرات جديدة،او تغيير استغلال الاسطول عبر بيعه الطائرات على مدى لا يتعدى 4 سنوات من الخدمة للحفاظ على اسطول حديث و متجدد و لا يحتاج عمليات صيانة مكلفة، و تصبح بذلك المؤسسة الأولى بالقارة و بأسطول يجب ان يصل ل 120 الى 150 طائرة بحلول 2030.
– مطارات المملكة و جب توسيعها و تجهيزها بأحدث التكنولوجيات و ببصمة تعكس الإرث التراثي و الحضاري للمملكة مثل ما تم القيام به بمطار گلميم مثلا، مطار محمد الخامس يجب ان يكون أولوية الأولويات ليصبح أكبر مطارات القارة و أحدثها و أحد أسرار نجاح مونديال 2030. كما أن مطارات المدن التي ستحتضن مباريات المونديال، لابد من تسريع اوراش توسيعها و تطويرها بشكل يعكس هوية كل مدينة و تاريخها.
– تحديث وسائل النقل العمومي خاصة بالمدن التي ستحتضن مباريات المونديال، و قد يكون حان الوقت لإخراج مشروع بناء خط مترو البيضاء و خط RER بين البيضاء و ملعبها الجديد و مطارها و أفكار أخرى، بشكل تكون تجربة التنقل في المواصلات العمومية للمغاربة و زوار المونديال، تجربة فريدة رياضيا و حضاريا و وسيلة للتعريف بقدرات و حضارة المملكة.
– تطوير وسائل الاتصال و الانترنيت ذو الصبيب العالي و تعميم شبكة الاتصال من الجيل الخامس و التي يعرف ورش تنزيلها تباطئا مهولا، علما ان العالم مقبل على تكنولوجيا أكثر تطورا في السنوات القليلة القادمة.
وعلى مستوى العرض الصحي و السياحي و الرياضي فحسب المراقبين:
– تسريع أوراش بناء المركبات الاستشفائية الجامعية بمختلف جهات المملكة مع تنويع العرض الصحي و تجهيز مستشفيات أوسع بالمدن التي ستحتضن مباريات المونديال، و كذا الاستثمار أكثر في المستشفيات المتنقلة و اعتمادها في إطار العرض الصحي لبعض المناطق النائية.
– تتوفر المملكة على عرض فندقي متنوع و قد يكون حان الوقت للتفكير في تنويع العرض بشكل يتماشى مع تطور العصر و تطلعات الأجيال المستقبلية و الزوار المرتقبين لمشاهدة مباريات المونديال، مع تشديد المراقبة على الوحدات السياحية و جودة تكوين مواردهم البشرية و الحرص على جودة العرض ليكون مرآة للتطور الذي تعرفه المملكة.
– إذا كان ورش تطوير و بناء مركبات و ملاعب كروية لاستقبال مباريات المونديال و التي سيتجاوز عددها الثلاثين إلى 40 مباراة بالمغرب، يسير بشكل ثابت، فوجب كذلك تسريع بناء مركبات للتدريب للمنتخبات التي سيستقبلها المغرب و التي قد تكون من نصيب الأندية الوطنية قبل و بعد هذا العرس الكروي، ليكون المونديال وسيلة كذلك لتطوير كرة القدم المحلية.
و على المستوى الأمني و العسكري :
يشكل المونديال تحديا أمنيا كبيرا بالنسبة للبلد المنظم، سواء لتأمين تحركات الجماهير و مكافحة الأخطار الإرهابية المتعددة، و بالتالي فتطوير قدرات و موارد الأمن الوطني و القوات المساعدة تقنيا و بشريا، خاصة على المستوى العددي، بات أمرا ملحا، كما أن أوراش تطوير قدرات الدفاع الجوي و محاربة خطر الدرون، من الأمور التي يجب أن لا يغفل عنها، سواء على مستوى القوات الملكية الجوية و المدفعية الملكية او البحرية الملكية.