24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
أشارت وكالة “أوروبا سور” الإسبانية في مقال تحليلي إلى الدور الاستراتيجي المتزايد للمملكة المغربية، مؤكدة أن الرباط أصبحت ورقة بوكر رئيسية في اللعبة الجيوستراتيجية بمنطقة مضيق جبل طارق. وبحسب الوكالة، فإن عواصم كواشنطن وتل أبيب وبروكسل وموسكو وأبو ظبي، تضع الآن المغرب في صدارة اهتماماتها، حيث بات يلعب دور وسيط فعال في حوض البحر الأبيض المتوسط.
تصاعد القوة العسكرية: دعم أمريكي في مواجهة النفوذ الروسي
وأبرزت الوكالة أن ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ساهمت في تمكين المغرب من أن يصبح قوة عسكرية إقليمية. ففي الوقت الذي تدعم فيه روسيا الجزائر، يقف البنتاغون بقوة إلى جانب القوات المسلحة الملكية المغربية.
وقد حصلت الرباط خلال السنوات الأخيرة على معدات عسكرية أمريكية بقيمة 8.5 مليار يورو، شملت صفقات نوعية، من بينها قاذفات الصواريخ HIMARS (التي أثبتت فعاليتها في أوكرانيا)، وصواريخ Harpoon Block II، ومقاتلات F-16، إلى جانب مروحيات هجومية من طراز أباتشي ومروحيات نقل من طراز شينوك.
ويُعزز هذا التسليح من القدرات الدفاعية للمغرب، ويُساهم في ترسيخ توازن عسكري في المنطقة.
امتداد النفوذ: المغرب والخليج العربي الكبير
لا تقتصر أوراق قوة المغرب على الجانب العسكري فقط، بل تمتد لتشمل منطقة الخليج العربي أيضًا. وفي منتصف العام الماضي، أبرم المغرب والإمارات العربية المتحدة اتفاقيات لتعزيز العلاقات الاقتصادية في مجالات حيوية، من بينها التعدين، والأمن الغذائي، والنقل، واللوجستيات، والاتصالات.
وتُعد أبو ظبي من أكبر المستثمرين في المغرب، وقد أبدت، إلى جانب دول خليجية أخرى مثل السعودية وقطر والكويت، دعمها للمطالب المغربية بشأن قضية الصحراء، وتأييدها لخطط المغرب الطموحة في مجال الطاقة.
ويأتي هذا التقارب في سياق تدهور العلاقات بين الإمارات والعديد من دول الخليج مع الجزائر، الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو، في وقت تشهد فيه علاقات هذه الدول مع المغرب تناميًا ملحوظًا.
وختمت وكالة “أوروبا سور” مقالها بعبارة دالة: “لعبة المغرب لا تعرف الحدود”، وهو تعبير يجسد الديناميكية المتصاعدة للمغرب كلاعب إقليمي ودولي، يمتد نفوذه من مضيق جبل طارق إلى الخليج العربي، ويوظف أوراقه الجيوسياسية بذكاء لتحقيق مصالحه الوطنية وتعزيز مكانته على الساحة الدولية.