24 ساعة ـ متابعة
في ظل ما تشهده العلاقات بين الرباط والجزائر من توتر بسبب الإصرار الجزائري على دعم التيار الإنفصالي المعادي لوحدة المغرب الترابية. وجه المفكر والروائي المغربي حسن أوريد، رسالة مفتوحة إلى من وصفهم ب “الفضلاء الجزائريين” دعاهم من خلالها الى “ الاختلاف حول قضية الصحراء. والحكمة أن نترك ما نختلف حوله، لفائدة ما نلتقي بشأنه”.
وhكد أوريد في رسالته المفتوحة نشرها موقع “زمان” أن الاختلاف حول قضية الصحراء. والحكمة أن نترك ما نختلف حوله، لفائدة ما نلتقي بشأنه. لا يمكن للمغاربة أن يتحولوا عما يؤمنون به فيما يخض مسألة وجودية، لأن المغرب ببساطة وُجد قبل الاستعمار، وليس صنيعة ترتيبات كولونيالية… ولو كنا مما سطرّه المستعمر، لكان حقا “بسط السيطرة على الصحراء“، تسلطا، واحتلالا.
وأبرز أوريد في ذات الرسالة المفتوحة أن المغرب منذ استقلاله يطالب باستكمال وحدته الترابية والبشرية والمجتمعية. لمن شاءألا يشاطرنا تصورنا عن ذاتنا وتاريخنا .نريده أن يبذل الجهد في فهم موقفنا، وأن يقف وقفة موضوعية في مسار استكمال وحدتنا عبر مراحل …وإن لم يستطع، فلنجعل الخلاف بين عارضتين، وهو أضعف الإيمان.
ونبه المرسل في رسالته الى أنه لايوجد عاقل بالمغرب يدعو إلى ما يسميه البعض بـ“المغرب التاريخي“، أو يؤمن بذلك، ولا شيء بدر على المستوى الرسمي، وهو المرجع، يتحلل من الالتزامات التي أبرمها المغرب، وصادق عليها. يؤلمني حقا، وأنا أسمع نائبا في مجلس الشعب الجزائري يزعم أن الخريطة المعلقة في البرلمان المغربي تتضمن تلمسان وبشار. وحللت غير ما مرة بالبرلمان المغربي .والخريطة الوحيدة هي الخريطة التي يؤمن بها المغاربة، من طنجة إلى الكويرة، ومن وجدة إلى رأس سبارتيل، وهي لا تتضمن لا بشار ولا تلمسان، ولا ما يسمى بالصحراء الشرقية.
وأكد صاحب “الحديث والشجن” أن الحدود عبر مسار التاريخ غير قارّة ومتحولة… ولكن بنفس النظرة الواقعية التي تغلب على ذوي العقل في المغرب، وتنطلق مما يربط بلدينا من مواثيق، وتقوم أو ينبغي أن تقوم على احترام خصوصية بلد، وحدوده، وعدم التدخل في شؤونه، بقدر ما تستحثنا نظرة مثالية، هي تذويب الخلافات في فضاء أوسع، هو اتحاد مغاربي كان أملَ جيل الاستقلال، وما يزال قائما، مما يجعل ساكنة وجدة وبركان تجد ذاتها في محيطها الطبيعي والثقافي والاقتصادي، مع منطقة وهران، وكذلك بالنسبة لساكنة مشرية مع فكيك، وأهل بشّار مع الرشيدية، ولمن يجد مصلحة اقتصادية من البليدة، أن يرتبط مع نظير له أو شريك في المحمدية أو مكناس، وهلم جرا….
واضاف أوريد الى أنه والحال هذه تصبح الحدود، حينما يستطيع الشخص أن ينتقل من غير قيود، مجرد خطوط على الخريطة، كما في أوربا التي أرست وحدة رغم الاختلافات الثقافية، واللسانية والمذهبية، والإحن التاريخية والدينية التي مزقتها، وما لبثت أن تجاوزتها.
وخلص أوريد إلى أنه إذا لم نستطيع أن نعانق الحد الأدنى من حسن المعاملة، والبرغماتية، فلْنكفُّ عن الكذب والافترا.ء، مؤكدا أنه ما زال الوقت لكي يُسمع العقلاء أصواتهم، هنا وهناك، غير النعيق والنهيق، عفوا، عدا الصخب والغضب… لما هو في مصلحة شعوبنا والمنطقة.