24 ساعة – متابعة
ينتهي الأربعاء 8 دجنبر الحالي، فصل طويل من تاريخ ألمانيا المعاصر مع انتخاب مجلس النواب (البوندستاغ)، الاشتراكي الديمقراطي، أولاف شولتز، مستشاراً للبلاد، لرئاسة حكومة تكافؤ غير مسبوقة وطي صفحة حكم أنغيلا ميركل.
وبذلك تكون ميركل، وهي أول امرأة تدير ألمانيا، قد أمضت في السلطة 5860 يوماً، إلا أنها ستغادر قبل تسعة أيام من تمكنها من كسر الرقم القياسي الذي سجله هيلموت كول في الحكم، الذي كانت تعتبره قدوة لها.
وستسلم المستشارة المحافظة مقاليد الحكم في أول قوة اقتصادية أوروبية الأربعاء، إلى أولاف شولتز الذي كان خصمها السياسي، لكن أيضاً نائبها في المستشارية ووزير المال في حكومتها.
بعد أكثر من شهرين من فوزه في الانتخابات التشريعية في أواخر سبتمبر الماضي، سينتخب (البوندستاغ) شولتز على رأس ائتلاف غير مسبوق شُكّل بأسرع مما كان متوقعاً، ويضم ثلاثة مكونات هم “الحزب الاشتراكي الديمقراطي” و”حزب الخضر” و”الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي”.
ويمنح تولي اولاف شولتز منصب مستشار المانيا أفقا جديدا للعلاقات الثنائية بين برلين والرباط بعد حالة التوتر السائدة وقطع المغرب لعلاقاته بسفارة ألمانيا بالرباط وتراجع التعاون بين الجانبين منذ أبريل الماضي، نتيجة للمواقف الألمانية الضبابية من سيادة المغرب على الصحراء ومحاهرتها بمعاداة المغرب بمجلس الامن الدولي ورفضها للإعتراف الأمريكي بنغربية للصحراء، فضلا عن إيواء برلين لاحد المحرضين على الإرهاب من جنسية مغربية.
ومن شأن تولي أولاف شولتز تجاوز مرحلة التوتر الحالي وبدء صفحة جديدة في علاقات المغرب وبرلين، بيد أن نزاع قضية الصحراء المفتعل يبقى حجر عثرة لإتمام ذلك على ضوء تمسك برلين بموقفها من الملف، في حين يبقى تخفيف حدة ذلك الموقف حلا مؤقتا لعودة جزء من التعاون لاسيما الأمني بين البلدين.