جاء في تقرير عمّمته “أ ف ب” إن السلطات المغربية اعتقلت شخصين يُشتبه في صلتهما باعتداء برشلونة، فيما قرر قاض إسباني الإبقاء على شخصين قيد الاعتقال والإفراج عن ثالث في إطار التحقيقات بشأن الاعتداء الذي ذهب ضحيته العشرات بين قتيل وجريح.
وقالت القناة التلفزيونية المغربية الثانية إن أحد الرجلين يبلغ من العمر 28 عاما واعتُقل في الناضور، قرب مليلية المحتلة وعاش في برشلونة 12 عاما، يُشتبه في صلته بتنظيم “الدولة الإسلامية” وتخطيطه لشن هجوم على السفارة الإسبانية في الرباط. ولم تذكر القناة تفاصيل المؤامرة المزعومة. وقال التقرير إنه لم يتم تحديد صلة مباشرة بين المشتبه فيه والخلية المكونة أساسا من شبان مغاربة، والتي دبرت هجوم برشلونة.
وقالت القناة إن مشتبها فيه آخر اعتُقل في مدينة وجدة، القريبة من حدود المغرب مع الجزائر. وكان هذا الشخص يقطن في بلدة ريبول الصغيرة في شمال شرق إسبانيا، التي كان يعيش فيها كثيرون من أعضاء الخلية. وأضافت القناة أن هذين الشخصين اعتقلا يوم الأحد. ولم يرد المسؤولون المغاربة على طلبات للتعليق.
وقتلت الشرطة الإسبانية بالرصاص، أول أمس الاثنين، المغربي يونس أبو يعقوب (22 عاما) الذي قالت إنه هو الذي كان يقود السيارة “الفان” التي دهست حشودا في شارع “لاس رامبلاس” في برشلونة يوم الخميس الماضي، ما أدى إلى سقوط 13 قتيلا و120 مصابا. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم بالسيارة “الفان” وعن هجوم دام منفصل وقع بعد ساعات في منتجع “كامبريلس” الساحلي، جنوبي برشلونة.
وقرّر القاضي في المحكمة الوطنيّة، فيرناندو أبريو، إبقاء محمد حولي شملال الإسباني، البالغ 21 عاماً، وإدريس أوكبير المغربي، البالغ 27 عاماً، قيد الاعتقال بعد استجوابهما على مدى ساعات، في وقت تتواصل التحقيقات في الاعتداءين. وقرّر القاضي أن يُطلق بشكل مشروط سراح محمد علاء (27 عاماً) مالك سيارة “أودي إي 3” التي استُخدمت في اعتداء ثان في مدينة كامبريلس الساحلية الإسبانية في الساعات الأولى من صباح الجمعة، والذي أسفر عن مقتل شخص واحد.
وكتب القاضي في حكمه أنه “لا يوجد حتى الآن دليل لإثبات مشاركته في الأحداث، سوى كونه مالك السيّارة” التي استخدمها شقيقه الأصغر في الهجوم. ومُنع علاء من السفر خارج إسبانيا، وهو لا يزال يخضع لتحقيقات رسمية، لكن لم تُوجّه له تهم رسمية، خلافاً لكلّ من شملال وأوكبير، اللذين وجهت لهما تهمة ارتكاب جرائم على صلة بالإرهاب.
وسيواصل القاضي التحقيق مع مشتبه فيه رابع، هو صالح القريب، قبل أن يقرر ما إذا كان سيطلق سراحه أو يبقيه محتجزا. وهؤلاء الأربعة هم المشتبه فيهم الوحيدون الناجون من الخلية الجهادية المتهمة بارتكاب اعتداءي إسبانيا، اللذين تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية. واعترف شملال أمام القضاء، أمس الثلاثاء، بأن الخلية الجهادية المتهمة بارتكاب اعتداءي إسبانيا كانت تحضّر لتفجير عبوة ضخمة في أحد “المعالم الأثرية”. وأفاد المصدر القضائي بأن شملال حاول تحميل المسؤولية للإمام المغربي عبد الباقي السطي، الذي عثر على جثته بين أنقاض منزل ألكانار. وأضاف أن شملال عزا نجاته من الانفجار إلى “وجوده خارج المنزل، إذ كان تحت الشرفة بعد تناول العشاء”.