الرباط-عماد مجدوبي
شهدت مدينة سبتة المحتلة مؤخراً تراجعاً كبيراً في أعداد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أراضيها عبر البحر، وذلك بفضل جهود مكثفة بذلتها السلطات المغربية لتعزيز الرقابة على حدودها.
وقد أدت هذه الإجراءات المشددة، وفق ”إيفي”، إلى انخفاض ملحوظ في محاولات العبور غير القانوني، حيث تمكن عدد قليل جداً من المهاجرين من الوصول إلى الشواطئ الثغر المحتل خلال الأيام الأخيرة.
تُعزى هذه النتائج الإيجابية إلى عدة عوامل، أبرزها زيادة عدد أفراد الأمن والقوات المسلحة على الجانب المغربي من حاجز الأمواج الحدودي، بالإضافة إلى إقامة سياج أمني وتكثيف عمليات المداهمة في المناطق المجاورة. وقد أثبتت هذه الإجراءات فعاليتها في إحباط محاولات المهاجرين للسباحة نحو سبتة، رغم استمرار بعض المحاولات الفردية.
على الرغم من هذا التراجع الكبير في أعداد الوافدين، إلا أن مراكز الإيواء في سبتة لا تزال تعاني من الضغط الشديد، حيث تستقبل أعداداً كبيرة من المهاجرين القاصرين الذين تمكنوا من الوصول إلى المدينة في السابق. وتعمل السلطات الإسبانية حالياً على نقل هؤلاء القاصرين إلى مراكز استقبال أخرى في شبه الجزيرة الإيبيرية، وذلك لتخفيف العبء عن البنية التحتية السبتية.
يشير هذا التطور الإيجابي إلى نجاح التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية. ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التي تواجه البلدين، حيث تستمر شبكات التهريب في البحث عن طرق جديدة لتهريب المهاجرين. كما أن الأسباب التي تدفع المهاجرين إلى المخاطرة بحياتهم للوصول إلى أوروبا لا تزال قائمة، مما يتطلب معالجة جذريّة لهذه الأسباب على المستويين الإقليمي والدولي.