24ساعة-عبد الرحيم زياد
تستمر قضية الصحراء في جذب اهتمام مجلس الأمن الدولي. حيث قدمت بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء (المينورسو). إحاطة شاملة كشفت عن ديناميكيات الوضع الميداني والتحديات التي تواجهها.
وأبرزت الإحاطة تفوق الموقف المغربي من خلال ضبط النفس والتعاون الكامل مع البعثة. في مقابل عرقلة جبهة البوليساريو لجهود الأمم المتحدة. إلى جانب الصعوبات المالية التي تهدد استمرارية عمل البعثة. فيما يلي نظرة على أبرز النقاط التي تناولتها الإحاطة.
تشكيك في رواية “الحرب” للبوليساريو
أثار رئيس بعثة المينورسو شكوكًا جدية حول مزاعم جبهة البوليساريو بوجود “حرب” مستمرة في المنطقة.
وأكد أن الجبهة تفتقر إلى القدرة على تحقيق أي تغيير عسكري ملموس. أو إلحاق ضرر بالقوات المسلحة الملكية المغربية.
هذا التقييم يعكس واقعًا ميدانيًا يظهر محدودية الجبهة في مواجهة القوة العسكرية المغربية المتفوقة. مما يضعف روايتها ويسلط الضوء على طابعها الدعائي.
إشادة بضبط النفس المغربي
أشادت البعثة بموقف القوات المسلحة الملكية. التي أظهرت ضبطًا ملحوظًا للنفس رغم تفوقها العسكري الواضح. وفي خطوة تعكس التزام المغرب بالتهدئة، قبلت القوات المغربية مقترح وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، في حين رفضت البوليساريو هذا العرض دون تقديم مبررات مقنعة. هذا التباين يبرز التزام المغرب بالحلول السلمية مقابل استمرار الجبهة في نهج التصعيد.
تعاون كامل بين المغرب والمينورسو
أكدت المينورسو على التعاون الوثيق مع القوات المسلحة الملكية، التي تُسهل تحركات البعثة عبر الدوريات البرية والرحلات الجوية. كما تُعقد لقاءات منتظمة بين قيادة البعثة وقيادة الجيش المغربي في أكادير، مما يعزز التنسيق ويضمن حرية الحركة لأعضاء البعثة. هذا التعاون يعكس التزام المغرب بدعم الجهود الأممية لمراقبة الوضع في المنطقة.
عرقلة البوليساريو لعمل البعثة
في المقابل، تواجه المينورسو قيودًا صارمة من جبهة البوليساريو شرق الجدار الرملي، حيث تمنع الجبهة الطلعات الجوية وتقيّد حركة البعثة. كما ترفض عقد لقاءات مباشرة مع مسؤولي المينورسو في الرابوني، مما يعيق عمل البعثة ويحد من قدرتها على تنفيذ مهامها بشكل كامل. هذه العرقلة تتناقض مع التعاون المغربي وتكشف عن نهج الجبهة الرافض للشفافية.
مشاريع مغربية لتعزيز البنية التحتية
رصدت المينورسو إنشاء طريق معبد بطول 93 كيلومترًا يربط السمارة بمنطقة أمغالا، وهو صالح لمرور الآليات العسكرية الثقيلة. يعزز هذا المشروع الاستراتيجي فعالية الانتشار العسكري المغربي ويسهم في تحسين البنية التحتية بالمنطقة. وأكدت القوات المسلحة الملكية أن هذا المشروع لا يرتبط بمهام المينورسو، مما يبرز الطابع التنموي والسيادي للمبادرة.
تحديات مالية تهدد استمرارية المينورسو
تواجه البعثة صعوبات مالية كبيرة بسبب تأخر الدول في سداد مساهماتها، مما أدى إلى تقليص أنشطتها بشكل ملحوظ. فقد تم تخفيض الدوريات البرية، وإلغاء الطلعات الجوية، وتأجيل تعويض المراقبين المنتهية مهامهم. هذه التحديات تهدد قدرة المينورسو على أداء مهامها بفعالية، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لضمان استمرار عملها.
المغرب يعزز موقفه وسط تحديات مستمرة
تؤكد إحاطة المينورسو على قوة الموقف المغربي الذي يجمع بين التعاون الدولي، ضبط النفس العسكري، والمبادرات التنموية. في المقابل، تكشف العرقلة من جانب البوليساريو والصعوبات المالية عن تحديات تعيق جهود التهدئة. ومع استمرار هذا الوضع، يبقى السؤال: هل سينجح المجتمع الدولي في دعم المينورسو لتحقيق استقرار دائم، أم أن العقبات ستظل تحول دون تقدم حقيقي؟ إن المستقبل يتطلب تعاونًا دوليًا متماسكًا لدعم الحلول الواقعية التي تحفظ الاستقرار الإقليمي.