في سابقة لم نشهد لها مثيلا في السلوك الاحتجاجي للمغاربة، عرفت المظاهرات التلاميذية الرافضة لإقرار الساعة الإضافية منعطفا خطيرة بعد أن قام “مجهولون” بإحراق العلم الوطني أمام مقر البرلمان، وهو الأمر الذي أثار ردود فعل مستنكرة ومحذرة من مآلات هذه الاحتجاجات غير المؤطرة من طرف أي فاعل حزبي أو نقابي.
ويكشف هذا السلوك الخطيرة عن تهور غير مسبوق في أشكال الاحتجاج، يجعلنا أمام حقيقة واحدة وهي إفلاس مختلف مؤسسات الوساطة بين المجتمع والدولة في القيام بدورها. فجميع الأحزاب لا تتوفر اليوم على أذرع تلاميذية من شأنها أن تؤطر احتجاجات التلاميذ، وتجعلنا نتفادى مثل هذه الانزلاقات الخطيرة.
أكثر من ذلك، فإن الواضح بعد واقعة اليوم بالرباط هو فقدان المدرسة العمومية المغربية لدورها في التوعية والتحسيس والتربية على قيم المواطنة، وإن كان الحادث فيه الكثير من الغموض واللبس الذي يجعلنا غير قادرين على تحديد الواقفين وراء خطوة إحراق العلم الوطني.
وكان سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، خرج اليوم ليؤكد بأن “هناك أشخاصا لا علاقة لهم بالمنظومة التربوية يقومون بتشجيع التلاميذ على عدم الالتحاق بأقسامهم ويدفعونهم للخروج إلى الشارع، داعيا الآباء والأساتذة لتأطير التلاميذ بهدف الالتحاق بالمؤسسات”.