ساعة 24- طنجة
نظم المركز الدولي لدراسات الفرجة وفرقة البحث في المسرح ودراسات الفرجة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان الدورة الثالثة من اللقاء السنوي “المؤلف ومخرجوه”.
وخصصت دورة 2017 للكاتب المسرحي إدريس كسيكس، بمشاركة المخرجين إيمان الزروالي ووبوسلهام الضعيف وجواد سنني وبحضور الأكاديمي نجيب بونهاي .
اللقاء الذي استضافته قاعة العروض والمحاضرات لجامعة نيوانكلاند بطنجةعرف انطلاق الحوار حول التجارب الإخراجية لنصوص المؤلف المسرحي إدريس كسيكس. وأدار هذا اللقاء المبارك الغروسي الذي افتتحه بالتنويه بالحلقة الحاضرة/الغائبة في عنوان “المؤلف ومخرجوه”، أي النص المسرحي الذي يشكل حلقة الوصل بين طرفي المعادلة، لينطلق منه لطرح الإشكالات والأسئلة التي تفرض نفسها بخصوص العلاقة ثلاثية الأبعاد المؤلف-النص-المخرج.
كما عرف اللقاء مداخلة للمخرجة إيمان الزروالي، التي اشتغلت على إخراج مسرحية “خطى الذاكرة/ذاكرة الخطى” مبرزة “أن المؤلف ينتهي به المطاف عند اقترابه من المخرج لنصوصه إلى نوع من الوصاية القهرية اللاإرادية، لكن ذلك لم يمنعها من بعض التمرد الإخراجي.فجاء تصورها للعلاقة بين الطرفين قائما على التعاون الذي يتخلله صراع حقيقي بين إرادات”.
اما بوسلهام الضعيف ابرز تبنيه لرؤية اخراجية كأولوية بالنسبة للنص أو التصورات المنتظرة للمؤلف.. وأكد أنه يعتبر “النص مجرد مقترح” لامكانات متعددة.. معتمدا على مبدأ “الحدس الغامض” في بناء علاقته بالنص والإخراج بعيدا عن كل توصيف عقلاني صارم فاتحا المجال لجانب حدسي إشراقي في بناءه للعرض الدرامي… وأما المخرج جواد سنني فقد استهل تدخلة بطرح تصوره للمسرح كبعد لا يستقيم خارج بنية تحتية حاضنة مرتبطة ببناء المدينة الحاضرة في مفهومها الإغريقي، أي أن المسرح لا يكتمل مشروعا إلا في أطار ثقافي وحضاري مؤسس.
وتحدث جواد سنني بعد ذلك على تجربة إخراجه لمسرحيتي “هو” و”180 درجة” حيث مضى في تصور مناقض لما ذهب اليه بوسلهام الضعيف، لما ذكر أنه قرر الانخراط تحت سلطة المؤلف والتواطؤ معه في بناء عمله الإخراجي مستبعدا كل تمرد على الرؤية التصورية للمؤلف، لكن الأمر بدا من خلاله شرحه أنه استسلام طوعي للمؤلف لا يخلو من مكر بحيث ظهر كنوع من الاستدراج للمؤلف من قبل المخرج لكي يؤلف له نصا يوافق هواه الاخراجي لا العكس… المحتفى به الكاتب ادريس كسيكس في تدخله في اطار التفاعل مع ما جاء في تصورات المخرجين.
انطلق من علاقته بالممارسة المسرحية كنوع من ردة فعل لإحباط تجربة الممثل خلال تجربة المسرح الجامعي لعين الشق قد تكون وراء علاقته العاشقة والمتوترة بالممارسة الركحية.. ليعتبر تجربته مسارا يقتفي معالم طريق تقود من محطة إلى أخرى.. أما عن كتابة النصوص، فقد اعتبرها عملية لا تنتهي بإتمام النص الأول، بل قدمها كعملية مستمرة على عتبة الركح والعرض مسجلا أن “النص يجب أن يخضع لامتحان واختبار على محك العرض والخشبة” قبل إعلان الانتهاء منه.