الرباط-قمر خائف الله
بعدما أصدرت وزارة الداخلية قرارا يقضي بعدم قتلها، تفاعلا مع مطالب الجمعيات المدافعة عن حقوق الحيوانات، أصبح تزايد مشهد انتشار الكلاب الضالة في عدد من المدن المغربية، والتي أدت إلى مصرع العديد من الأشخاص في الآونة الأخيرة، يقلق ساكنة بعض الأحياء بمختلف المدن.
وأعادت حادثة تعرض سيدتين لهجوم من طرف كلب بمدينة مارتيل تسبب في إصابتهم بجروح متفاوتة الخطورة، جرى على إثرها نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، إشكالية مخاطر كلاب الشوارع إلى الواجهة خصوصا وأن بعضها غير مُلقح ولم يخضع للتعقيم، وهو ما يهدد سلامة شريحة واسعة من المواطنين.
وعلى خلفية هذه الوقائع، وبعد مصرع العديد من الأشخاص، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع فيديو لحالات مشابهة، تنبه إلى خطورة ارتفاع حالات تجول الكلاب الضالة في الأحياء السكنية وأمام المرافق الخدمية وبعض المستشفيات.
وفي كل مرة كان يتصاعد فيها الجدل حول هذه الظاهرة، تبدأ بعض الجماعات الترابية في إطلاق حملات تفاعلية مع شكايات المواطنين، ترمي إلى جمع الكلاب الضالة التي تشكل خطرا على الأحياء السكنية، لكنها تبقى موسمية، حسب تعليقات المواطنين على مواقع التواصل الإجتماعي.
وفيما تدعو شرائح مجتمعية واسعة إلى التخلص من الكلاب الضالة بسبب خطرها على الأطفال، تؤكد الجمعيات التي تعنى بالحيوانات أن الطرق المتبعة تبقى “بدائية” ويجب اعتماد أنماط عصرية لمحاربة الظاهرة، حيث يوجد بالمغرب أزيد من 3 ملايين كلب ضال، وفقا لمعطيات غير رسمية صادرة عن المجتمع المدني، بينما تشير بيانات وزارة الداخلية إلى تجميع المكاتب الجماعية لحفظ الصحة لأزيد من 140 كلبا برسم سنة 2019.
وتُقر وزارة الداخلية بأن ظاهرة الكلاب الضالة “تشكل خطرا على صحة وسلامة المواطنين، نظرا للأمراض التي قد تسببها، حيث تُعتبر الخزان الرئيسي أو الناقل للعديد من هذه الأمراض الخطيرة كداء السعار، ناهيك عن الإزعاج الناجم عنها وتأثيرها السلبي على محيط عيش الساكنة.
وفي وقت سابق أبرمت وزارة عبد الوافي لفتيت اتفاقية إطار للشراكة والتعاون مع كل من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، ووزارة الصحة، والهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، حول معالجة ظاهرة الكلاب والقطط الضالة، بهدف الوقاية من بعض الأمراض الفتاكة المتنقلة عبر هذه الحيوانات، وتفادي ظاهرة تكاثرها بطريقة عشوائية.
وتنص الاتفاقية المذكورة على جمع الكلاب والقطط الضالة، وإجراء عمليات التعقيم الجراحية لها لضمان عدم تكاثرها، وتلقيحها ضد داء السعار، وإعادتها، بعد التأكد من سلامتها، إلى المكان الذي تمّ جمعها منه، معتبرة أن هذه المقاربة ستمكّن من المساهمة في استقرار عدد هذه الحيوانات لينخفض تدريجيا بعد ذلك، مما سيساعد على احتواء هذه الظاهرة والسيطرة عليها.