تطوان-سعيد المهيني
تظهر إحصائيات رسمية أن إسبانيا تواجه تحديًا كبيرًا في مجال مكافحة الجريمة المنظمة.
ووفقًا لتقرير مؤشر الجريمة المنظمة العالمي، تحتل إسبانيا مكانة مزعجة، حيث تصنف من بين أسوأ الأسواق على مستوى العالم.
التقرير الأخير لمبادرة مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية (GI-TOC) أظهر تدهور الوضع الأمني في إسبانيا، حيث تم تصنيفها في المرتبة الخامسة الأسوأ من بين 44 دولة أوروبية. يعزى هذا التدهور إلى الزيادة الملحوظة في انتشار الجرائم مثل الاتجار بالبشر وزيادة تهريب المخدرات مثل الكوكايين والقنب والمخدرات الاصطناعية.
وتتفوق إسبانيا على المعدل الأوروبي والعالمي في معدلات الجريمة بأكثر من عام واحد، حيث بلغت “درجة الجريمة” 5.90 وهي أعلى بكثير من المعدلين 4.74 و5.03 على التوالي. وما يجعل الأمر أكثر إثارة للقلق هو أن هذا الاتجاه السلبي يظهر بعد تداعيات جائحة فيروس كورونا.
ويُشدد التقرير أيضًا على دور إسبانيا كمركز رئيسي لشبكات الاتجار بالبشر المستهدفة للاستغلال الجنسي والعملي. وتظهر البيانات البحثية أن هياكل الاتجار بالمخدرات أصبحت مشاركة أيضًا في هذه الأنشطة الإجرامية، مما يثير المخاوف بشأن استقرار البلاد وتأثيرها على الخطابات المتطرفة.
وبالإضافة إلى تلك الأمور، تشير الإحصائيات إلى ازدياد كبير في تجارة المخدرات في إسبانيا. تشهد تجارة الكوكايين والقنب والمخدرات الاصطناعية ارتفاعًا ملحوظًا، بينما يظل معدل تجارة الهيروين على حاله. وهنا يأتي دور منظمات من تركيا وألبانيا في التحكم في تدفق هذه المواد، مع تركيز خاص في المدن الكبيرة مثل مدريد وبرشلونة.
هذه الإحصائيات تجسد تحديات كبيرة تواجه إسبانيا في مجال مكافحة الجريمة المنظمة. تشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة للحد من هذا الاتجاه الخطير، مع التركيز على تعزيز التعاون الدولي وتعزيز الأمان والاستقرار الوطني.