24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
شهدت جلسة الرقابة البرلمانية في الكونغرس الإسباني اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025توترا غير مسبوق، تميز بحدة النقاشات، وانسحاب بعض النواب، وغياب شخصيات بارزة.
وكان المناخ العام في القاعة يعكس حالة من الغضب والاستياء، خاصة مع تصاعد الحديث عن قضايا فساد يُتهم فيها الحزب الاشتراكي الحاكم، وفق ما أوردته صحيفة “ABC“ الإسبانية.
سانشيز في مرمى الانتقادات: “زلة لسان” حول قضية سيردان
أفادت الصحيفة ذاتها، أن رئيس الحكومة، حاول مواجهة حزبي “الشعب” (PP) و”فوكس” (Vox)، دون التقليل من خطورة الاتهامات الموجهة إلى سانتوس سيردان، الذي كان يشغل منصب الرجل الثالث في حزبه حتى الأسبوع الماضي، والمتهم بتلقي عمولات غير مشروعة. وركز سانشيز على مهاجمة المعارضة، في محاولة لإظهار أن “الجميع سواء”.
وأضافت أن سانشيز وقع في “زلة لسان” عندما وصف قضية سيردان بأنها “مجرد حكاية عرضية” (anécdota) خلال رده على سؤال من غابرييل روفيان (الحزب الجمهوري الكتالوني – ERC).
و أثار هذا التصريح سخطًا واسعًا، خاصة وأن القضية هزت أركان حزب “فيراز” (مقر الحزب الاشتراكي)، بتورط اثنين من أمنائه التنظيميين السابقين في فضيحة مماثلة.
انقسام داخل الحكومة وغياب حلفاء “سومار”
كشف المصدر عن حضور سانشيز الجلسة محاطًا بجميع وزرائه الاشتراكيين، في محاولة لإظهار صورة موحدة، لكن هذه الصورة تصدعت بسبب غياب لافت لنائبة رئيس الحكومة الثانية ووزيرة العمل، يولاندا دياز، ووزير الثقافة، إرنست أورتاسون، ووزيرة الشباب والطفولة، سيرا ريغو، وجميعهم من حزب “سومار” (Sumar).
أما زملاؤهم الآخرون في الحكومة، مونيكا غارسيا وبابلو بوستيندوي، فقد حضروا لكن دون التصفيق للرئيس، وبدا عليهم الانزعاج.
وخلصت الصحيفة الى أن الجلسة عكست حالة من الاستقطاب السياسي الشديد في إسبانيا، وتصاعد الضغوط على حكومة سانشيز بسبب قضايا الفساد.
ويبدو أن محاولات سانشيز للتقليل من شأن هذه القضايا قد أتت بنتائج عكسية، مما أثار غضبًا ليس فقط من المعارضة، بل ومن حلفائه المقربين أيضًا. متسائلة في الأخير هل ستتمكن حكومة سانشيز من الصمود في وجه هذه العاصفة السياسية؟