24 ساعة-أسماء خيندوف
أثار مهاجر مغربي يدعى حميد جدلا واسعا في أحد أفخم المجمعات السكنية على ساحل “كوستا ديل سول” بمدينة إستيبونا الإسبانية، بعدما تبين أن راتبه السنوي يتجاوز رواتب شخصيات سياسية بارزة في إقليم الأندلس.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “إل موندو” الإسبانية، بدأ حميد مسيرته المهنية كمساعد في الأمن الخاص دون أي مؤهل رسمي، قبل أن يرتقي تدريجيا إلى منصب حارس ثم مشرف، وسط حديث السكان عن كونه المدير غير الرسمي للمجمع السكني الراقي “كابو بيرميخو”.
يبلغ راتب حميد السنوي حاليا 94,900 يورو أي حوالي 995 ألف درهم مغربي، وكان قد وصل إلى 97,500 يورو في سنة 2024، وهو ما يفوق راتب رئيس حكومة الأندلس خوانما مورينو (89,275 يورو) وحتى عمدة مدينة مالقة فرانسيسكو دي لا توري (90,815 يورو).
وأثار مقترح قدم قبل ثلاث سنوات خلال اجتماع لملاك العقارات في المجمع جدلا واسعا، إذ دعا إلى تخصيص تقاعد وتأمين على الحياة لحميد، بتمويل من ميزانية الجمعية، تقديرا للخدمات المتعددة والاستثنائية التي يقدمها، من تنظيف الشقق وتوصيل السيارات إلى تنفيذ مهام شخصية لبعض السكان.
أدى غياب أي طلب رسمي من حميد للحصول على تلك الامتيازات تأويلات متباينة، حيث اعتبر بعض السكان أن سكوته يخفي مطالب ضمنية. وتسبب هذا الموقف إلى اعتراض حاد من عدد من الملاك، فيما تفيد روايات محلية بأن حميد انسحب من الاجتماع غاضبا، قبل أن يدخل في إجازة طويلة غير معلنة.
ويحظى حميد بدعم كبير من رئيس الجمعية البريطاني مارتن موريس، ومن شركة إدارة المجمع “كالدرون”، اللذين يشددان على أن مهامه تتجاوز بكثير دور الحارس التقليدي، ويعتبران راتبه مستحقا بالنظر إلى التزامه الكامل.
كما أوضحت المحامية يولاندا غارسيا، ممثلة الجمعية، أن حميد يشتغل طوال أيام السنة وعلى مدار الساعة، ويملك ثقة سكان المجمع، خصوصا من يعرفونه منذ أكثر من عقدين، مؤكدة أن المقترحات لم تصدر عنه مباشرة، بل جاءت من بعض الملاك.
يُذكر أن ميزانية هذا المجمع السكني الفاخر تجاوزت سنة 2024 مبلغ 1.77 مليون يورو، ما يجعله يتفوق على ميزانيات بعض البلديات الصغيرة في إسبانيا، ويبرز حجم الثروات التي تسكن هذا المجمع.