ترجمة يوسف المرزوقي- الرباط
بعد توتر غير مسبوق وأزمة دامت لشهور عديدة بين الرباط ومدريد؛ صادقت الحكومة الإسبانية، اليوم الثلاثاء، على إستراتيجية سعيا منها لخفض التوتر مع المملكة، والذي تسببت فيه بعد استقبالها؛ شهر ماي الماضي؛ زعيم جبهة ”البوليساريو” الإنفصالية قصد العلاج من ”كورونا”
وتُحدد الاستراتيجية الجديدة، العلاقة التي ترغب فيها مدريد مع جارته الجنوبية المغرب في 2022، وحددت أهم معالمها في ”الصداقة الجيدة والطيبة والتعاون المخلص”.
ووافق مجلس الوزراء بمدريد، على إستراتيجية مجلس الأمن القومي الإسباني، والتي تتضمن ”المخاطر والتهديدات” التي تواجه إسبانيا، فضلا عن سياقها الجيوسياسي.
وخصصت وثيقة الإستراتيجية، التي ترسم السياسة الأمنية الإسبانية، جزءا مهما من فصولها لجيرانها من بلدان شمال إفريقيا، وخصوصا المغرب، حيث شددت على أن أولوية مدريد في الوقت الراهن هي “تعزيز فضاء من الأمن والاستقرار السياسي والتنمية والمساهمة في مواجهة التهديدات، مثل الإرهاب والجريمة المنظمة”.
وتصر الوثيقة على أنه يجب التعامل مع تلك البلدان، وفق منطق ”شركاء وأصدقاء مفضلين لإسبانيا”. ويشدد نص الإستراتيجية على أن “علاقة إسبانيا بالمغرب هي علاقة صداقة طيبة، من منطلق التعاون المخلص واحترام الحدود بين البلدين”.
في المقابل، وضعت إستراتيجية الأمن القومي الإسباني الجديدة، خطة أمنية شاملة لسبتة ومليلية المحتلتين، مبنية على كون المدينتين و”بسبب موقعهما الجغرافي في القارة الإفريقية وخصوصية حدودهما الإسبانية والأوروبية”، تتطلبان “اهتماماً خاصاً لضمان سلامة ورفاهية مواطنيها”.
وتناولت الإستراتيجية أيضًا جوانب أخرى، مثل تغير المناخ ، والأمن السيبراني ، وتدفقات الهجرة والعلاقات مع أوروبا وبقية العالم ؛ وكذلك الحاجات الأمنية والدفاعية.
وتسبب دخول زعيم جبهة ”البوليساريو”، إبراهيم غالي، بهوية مزورة، تحت اسم ”بن بطوش”، إلى المستشفى في شمال إسبانيا، بأزمة دبلوماسية كبرى بينها وبين المغرب، بلغت ذروتها مع دخول نحو عشرة آلاف مهاجر جيب سبتة الإسباني في منتصف ماي الماضي.
وكانت صحيفة “إلـ باييس” ذكرت أنّ زعيم بوليساريو وصل إلى إسبانيا بسريّة تامّة في 18 أبريل في طائرة طبية وضعتها في تصرفه الرئاسة الجزائرية وبحوزته “جواز سفر دبلوماسي”. ثم أدخل وهو في حالة حرجة إلى مستشفى لوغرونيو باسم مستعار “لأسباب أمنية”.