24 ساعة-متابعة
كشفت تحقيقات صحفية عن اعتقال وكالة التحقيقات الفيدرالية الباكستانية (FIA)، أمس السبت، لشخص يدعى “عبد الغفار”، تتهمه السلطات بأنه أحد المهربين الرئيسيين في حادثة تهريب البشر التي أودت بحياة 44 مهاجرا باكستانيا الشهر الماضي، أثناء محاولتهم العبور من موريتانيا إلى جزر الكناري.
وأفادت تقارير باكستانية بأن الوكالة ألقت القبض على عبد الغفار في مطار إسلام أباد، واصفة إياه بأنه “الميسر الرئيسي” لشبكة تهريب البشر التي تمتد من باكستان إلى أوروبا. كما أوضحت أن الاعتقال جاء بناء على شهادة سبعة ناجين من مأساة القارب، الذين عادوا إلى باكستان مؤخراً وساهموا في تحديد هوية المتهم.
ووفقا للمصادر ذاتها، فقد حصل المحققون على معلومات وأدلة حول أنشطة عبد الغفار، الذي كان يقيم في موريتانيا منذ عام 2023، حيث تبين أن اثنين من أقاربه يعيشان هناك منذ 2018، ويشتبه في تورطهما بعمليات تهريب البشر. وبدورها، أظهرت التحقيقات أن المتهم كان على اتصال وثيق بمهرب ينحدر من إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وفي سياق متصل، عاد يوم الجمعة 31 يناير، خمسة ناجين آخرين من حادث انقلاب القارب قرب سواحل مدينة الداخلة المغربية، ليرتفع عدد المرحّلين إلى 12 شخصاً، في انتظار استكمال عمليات الترحيل. لكن عملية نقل جثث عشرة مهاجرين تأخرت بسبب صعوبات في تأكيد هويتهم، وفق تقرير لصحيفة “Dawn” الباكستانية، التي نقلت عن مصادر رسمية أن السفارة الباكستانية في المغرب تعمل مع السلطات المحلية لتحديد هوية الضحايا.
وأكدت الصحيفة أن الناجين الخمسة الذين وصلوا إلى مطار إسلام أباد ينحدرون من مناطق جوجرات، ماندى بهاودين، وحفيظ آباد في إقليم البنجاب، حيث تسلّمتهم دوائر وكالة التحقيقات الفيدرالية في جوجرانوالا وجوجرات، وأخضعتهم لإجراءات روتينية قبل السماح لهم بالعودة إلى منازلهم.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية الباكستانية قد أعلنت، في 25 يناير، عن بدء إجراءات ترحيل 22 ناجياً من الحادث الذي وقع يوم 16 يناير وأسفر عن مصرع 44 شخصا من أصل 80 كانوا على متن القارب. كما أرسل رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، لجنة خاصة إلى المغرب للتحقيق في ملابسات الحادث، حيث عقدت اجتماعات مع ناجين في مدينة الداخلة ومع المسؤولين في السفارة الباكستانية بالرباط لبحث سبل ترحيل بقية المهاجرين.