24 ساعة ـ متابعة
أكدت نزهة الوفي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، أن الهجرة المغربية التي تعرف تحولات عميقة تتمثل في بروز أجيال صاعدة حققت نجاحات متواصلة واستطاعت رفع التحديات الاجتماعية والثقافية من أجل التميز وبروز كفاءات شابة ومؤهلة في مجالات متعددة، وذلك خلال الدورة الثالثة للجامعة الربيعية بالرباط والتي شارك فيها ما يفوق 100شاب وشابة عبر تقنية المناظرة المرئية.
وأوضحت الوفي أن مجال اقتصاد المعرفة سيتصدر عالم ما بعد كورونا، وهو ما جعل الوزارة المنتدبة تعمل على إحداث جسور مؤسساتية انخرطت فيها المؤسسات الوطنية والوزارات لا ستثمار وإعادة استقطاب النخب بالخارج لتنخرط في الأوراش التنموية التي تعرفها المملكة بقيادة جلالة الملك محمد السادس من خلال التدبير المتميز لجائحة كورونا وبرامج الإقلاع الاقتصادي .
وقالت الوفي “أمام الخصوصية الهوياتية التي تميز الأجيال الناشئة والصاعدة من المغاربة المقيمين بالخارج والمتسمة بالانتماء المشترك بين بلدهم الأصل المغرب وبلدان إقامتهم، صار دور الفاعلين والمتدخلين في الشأن التربوي- التعليمي والثقافي والإعلامي محوريا في تحصين الهوية المغربية لدى هذه الفئة من مغاربة العالم والمحافظة عليها، وترسيخ آليات الاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن”. واننا واعون بدقة السياق الاستثنائي الي يعيشه المغاربة بالخارج واعتمدنا مجموعة من الاجراءات ومصالح الوزارة معبئة للتخفيف الوضعية الصعبة والاستثنائية التي يعيشونها للاستحابة لاحتياجاتهم بتنسيق تام مع القنصليات والسفارات بالخارج.
هذا وقد بلغ عدد المستفيدين من الدورة الثالثة للجامعة الربيعية أزيد من 100 مشارك ينحدرون من 19 بلدا للإقامة تمثل الإناث منهم 69 في المائة، كما أن ما يقارب 80 في المائة يتوفرون على جنسية مزدوجة.
ويأتي تنظيم هذه الجامعة، الذي تنظم تحت شعار تحت شعار “المغرب، أرض العيش المشترك”، تكريسا للتوجهات والمخططات الإستراتيجية للمملكة المغربية التي تضع في صلب اهتمامها فئة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، وذلك اعتبارا للظرفية الراهنة التي تعرف تواتر العديد من التحديات المرتبطة بالاستقرار الهوياتي والروحي لمغاربة العالم.
وخلال هذه النسخة الافتراضية للجامعة الربيعية، التي تمتد أشغالها على مدى يومين، سيستفيد المشاركون من ندوات فكرية، عبر تقنية المناظرة المرئية، يؤطرها عدد من الأساتذة والمحاضرين.
و تناولت هذه الندوات عدة مواضيع من بينها “تأملات حول الهويات والعمل المشترك”، و”سوسيولوجيا المواطنة في ظل أزمة كورونا”، إضافة إلى ندوة تهم تعريف شباب مغاربة العالم بالقضية الوطنية.
كما تم تسليط الضوء على مسارات لشخصيات مغربية مقيمة بالخارج نجحت بفضل كفاءاتها وتميزها والتي تشكل قيمة مضافة سواء بالنسبة للمجتمعات التي تعيش فيها أو لبلدها الأصل.
وعلى غرار نظيرتيها الصيفية والشتوية، المنعقدتين على التوالي في غشت ودجنبر المنصرمين بكل من مدينتي الرباط والداخلة، تنظم النسخة الثالثة للجامعة الربيعية بصيغة رقمية، باعتماد المشاركة عن بعد، وذلك تماشيا مع الظرفية الخاصة التي فرضتها جائحة كورونا (كوفيد 19) والالتزام التام بكافة التدابير الاحترازية للوقاية من مخاطر العدوى بهذا الفيروس.