24 ساعة-متابعة
في إطار جهود دعم الاقتصاد الأخضر، أطلق الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع إناكتس المغرب ومنظمة سبارك الدولية، برنامج “Green Forward”، الذي يهدف إلى تسريع التحول الأخضر للمؤسسات الصغيرة جدا والمتوسطة (TPME) في المغرب.
ويشمل هذا البرنامج دراسة شاملة تهدف إلى تحديد العقبات التي تواجه هذه الشركات في اعتماد ممارسات مستدامة والانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون.
تشير الدراسات إلى أن الشركات الصغيرة جدا والمتوسطة تشكل دعامة أساسية للاقتصاد المغربي، إلا أن هذه الشركات، وخاصة الصغيرة منها، تعاني من صعوبات كبيرة في الوصول إلى التمويل والموارد اللازمة لتحسين ممارساتها البيئية. ورغم وجود سياسات داعمة، إلا أن هذه الشركات تظل تواجه تحديات كبيرة، لاسيما في المناطق النائية التي تفتقر إلى هياكل دعم متطورة.
ومن هذا المنطلق، يأتي برنامج “Green Forward” كجزء من مبادرة الاتحاد الأوروبي لدعم “الاقتصاد الأخضر والدائري في الجوار الجنوبي”. ويهدف هذا البرنامج إلى توفير الدعم لشركات القطاع الخاص من خلال تعزيز قدرات هياكل دعم الشركات (SAE) وإنشاء أدوات عملية تساهم في تسهيل التحول الأخضر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
تتوزع أنشطة البرنامج على أربعة محاور رئيسية: تعزيز القدرات التقنية والإدارية لهياكل دعم الشركات، تطوير أدوات خضراء لدعم الشركات في التحول نحو اقتصاد مستدام، تسهيل التفاعل والتعاون بين الشركات وأطراف الدعم المختلفة، وأخيرا، تقديم توصيات سياسة تهدف إلى تكامل أفضل للاقتصاد الأخضر والدائري ضمن السياسات العامة المغربية.
ومن أجل تنفيذ هذه المبادرة بنجاح، يتم حاليا تعيين خبير لإجراء دراسة حول احتياجات الشركات الصغيرة والمتوسطة وهياكل دعم الشركات في المغرب فيما يتعلق بالتحول الأخضر. كما ستشمل هذه الدراسة تنظيم مجموعات نقاش مع رواد الأعمال والعاملين في القطاع الأخضر، بهدف التعرف على العقبات المالية والتنظيمية والتقنية التي تعترض طريق التحول البيئي لهذه الشركات، بالإضافة إلى تقييم احتياجاتها في مجال التمويل والدعم الفني.
وستشكل نتائج هذه الدراسة أساسا لإعداد خطة طريق تهدف إلى تحسين الدعم المقدم لهذه الشركات، مما يسهم في تسريع انتقالها إلى نموذج اقتصادي منخفض الكربون. هذه المبادرة الاستراتيجية تمثل خطوة هامة نحو تعزيز الاقتصاد الأخضر والدائري في المغرب وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.