الرباط-عماد المجدوبي
يواجه عشرات الموظفين المغاربة مستقبلاً مجهولاً ووضعاً اقتصادياً هشاً، بعد الإغلاق المفاجئ والغامض لشركة التسويق الهاتفي “بول آند جوزيه” (Paul & José)، التي يملكها مستثمر فرنسي.
وكشفت صحيفة ”لوموند” الفرنسية، أن الشركة قد أخلت مكاتبها في الدار البيضاء دون سابق إنذار في شهر ماي الماضي، بعد عملية بيع تمت في الخفاء.
ويشتبه الموظفون، التي تدعمهم نقابة الاتحاد المغربي للشغل، في “احتيال اجتماعي”، وفقاً لما نقلته صحيفة “لوموند” الفرنسية في تقرير لمراسلها ألكسندر أوبلانك من الدار البيضاء.
في 12 ماي، تفاجأ موظفو “بول آند جوزيه” عند وصولهم إلى مكاتبهم بشارع أنفا المزدحم بوسط مدينة الدار البيضاء، بأن الأبواب مغلقة بخشب. وزادت دهشتهم كون الإدارة كانت قد منحتهم عطلة رسمية في 8 ماي، بل وشجعتهم في مذكرة على “الاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع الطويلة هذه”.
تقول سامية رايس، 44 عامًا، التي تعمل في الشركة منذ سنة 2018 للصحيفة الفرنسية: “في الواقع، كانت ذريعة لإخلاء المبنى دون علمنا”.
وأضافت أنها سارعت إلى الموقع في 8 ماي بعد إبلاغها بقرب عملية النقل، لتجد أن كل شيء تقريبًا قد اختفى، بما في ذلك المتعلقات الشخصية للموظفين البالغ عددهم 60 موظفًا.
وزادت أنه لم يتبق سوى طاولات وصناديق وشاشات كمبيوتر فارغة دون وحداتها المركزية، بينما لم يكن المدير العام ومدير الموارد البشرية موجودين.
ونددت سامية رايس، مثل زملائها، بـ”الإغلاق العشوائي” الذي خلف عواقب مالية ونفسية وخيمة. فقد أصبح الشيخ دياو (37 عامًا) وزوجته آوا (36 عامًا) بلا دخل بعد أن عملا في الشركة لمدة ثلاثة عشر واثني عشر عامًا على التوالي.
أما سهام العمراني (44 عامًا)، التي عُينت سنة 2015، فباتت الآن مضطرة للاعتماد كليًا على راتب زوجها لدفع تكاليف تعليم أطفالها الثلاثة. وتفاقمت مأساة إيمان الإيماني (35 عامًا)، التي كانت حاملاً في شهرها الثامن عندما أغلقت الشركة، حيث أنجبت مؤخرًا دون الحصول على حقوقها. وفق المنبر الفرنسي البارز.