24 ساعة- متابعة
دفع شبح إفلاس الشركة الإسبانية ”ابينغوا”، إلى البحث عن بيع حصتها البالغة 51 في المائة، من مشروع محطة تحلية المياه بمدينة أكادير.
وتبحث الشركة عن بيع أحد أصولها الرئيسية في العالم، وهو المشروع الضخم لتحلية مياه أكادير، الذي فاق غلافه المالي 309 مليون يورو.
ودخلت الشركة في أزمة خانقة منذ مطلع سنة 2020، حيث وضعت تحت الحماية القضائية بالمحكمة التجارية لـ ”سيفيي” باسبانيا، وذلك بعد الاتفاق الذي وقعته الشركة لإعادة هيكلة ديونها مع مقرضين وصناديق تمويل. إلا أنها لم تفلح في ذلك.
وجذبت رغبة الشركة الإسبانية في بيع أصولها، اهتمام مجموعات صناعية دولية وصناديق استثمار، أبرزها الشركة الإسبانية ”أكسيونا”، التي تتواجد بقوة في المغرب، وشركات فرنسية مثل ”انجي”. وفق الصحيفة الإسبانية المتخصصة في الاقتصاد ”إلكونيميستا”
وحصلت الشركات المعنية بعملية الشراء على تفاصيل سحب الاستثمارات، حيث تقوم بتدقيق في الصفقة، رغبة في الدخول على المشروع الذي انطلق سنة 2017، ويهدف إلى إنشاء محطة إنتاجية إجمالية تبلغ 275 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميا (150 ألف متر مكعب من مياه الشرب و125 ألف متر مكعب من المياه للري).
للإشارة فإن المجموعة الإسبانية ””أكسيونا” التي يرأسها خوسيه مانويل إنتريكاناليس، لها مكانة جيدة في المغرب مند أكثر من 70 سنة، طورت خلالها مشاريع الموانئ، والطرق السريعة، والمطارات، والسدود والمستشفيات، والمراكز التعليمية والمجمعات الصناعية، إذ يعود تنفيذها لأول مشروع متمثل في محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي إلى سنة 2012.
وتقود ”أكسيونا” واحدة من ستة شركات أخرى تشارك في مناقصة لمحطة التحلية في الدار البيضاء بقيمة 800 مليون يورو . ولهذه الغاية، تحالفت مع Afriquia Gaz و Green of Africa ، وهما شركتان تابعتان لمجموعة AKWA المغربية. كما تتنافس عليه أيضا Lantania و Abengoa .
وتدرس المجموعة الفرنسية ”انجي” أيضا الدخول في مشروع تحلية مياه بحر أكادير، بحكم خبرتها في المجال داخل المغرب، وعلاقتها القوية مع المجموعة العملاقة ”ناريفا” المغربية، كما برزت شركات فرنسية أخرى مثل سويز وفيوليا وميتسوي اليابانية، إلى جانب شركات مغربية محلية.
وتسببت الأزمات المالية المتتالية للشركة الإسبانية للطاقة المتجددة “أبينغوا” إلى تعثر كبير في المشاريع التي تشغلها بالمغرب، خاصة مشروع محطة تحلية مياه البحر بأكادير.
وجاء مشروع أكادير في إطار اتفاقية من نوع “بوت” (بناء، تشغيل، نقل الملكية) بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب و المجموعة المقاولاتية التي تضم شركة “أبينغوا” الإسبانية و شركة “أنفراماغوك”.
وكان من المتوقع أن يخرج هذا المشروع إلى أرض الواقع قبل سنوات من الآن، وذلك للأهمية التي يكتسيها كونه أول مشروع بالمغرب يتبنى تحلية مياه البحر بمنطقة أكادير. خاصة من حيث التزويد بالماء الشروب والمساهمة في تدارك العجز المائي الذي تعرفه المنطقة والذي يمكن أن يتفاقم في غضون السنوات المقبلة.
وتم تخصيص ميزانية فاقت مليار درهم لإنجاز المشروع، في ظل تعدد التجهيزات والبنيات التي كان يرام إنجازها. إذ تضمن المشروع إحداث محطة لتحلية مياه البحر تصل طاقتها الإنتاجية إلى 100 ألف متر مكعب من الماء المحلى باليوم، مع إمكانية تزايد هذه الكمية في أفق 2030، إلى جانب مأخذ للماء ومحطة أخرى خاصة بضخ المياه المعالجة وكذا قناة للتصريف في البحر بالإضافة إلى قناة للربط بين محطات المعالجة وخزانات التوزيع.
ويذكر أن الشركة الإسبانية قد سبق لها وأن قامت بإلغاء عدة اتفاقيات لها مع مجموعات و مقاولات عالمية، وذلك بهدف الخفض من ديونها المتزايدة، وهو ما جعل إتفاقها مع شركائها في مشروع محطة تحلية المياه بأكادير يلقى فشل في ظل الصعوبات المالية التي تتخبط فيها الشركة التي تدبر مجموعة من المشاريع بالمملكة.