الرباط-عماد مجدوبي
في مشهد يعكس التضامن الإنساني، وصلت إلى مدينة فالنسيا الإسبانية مؤخراً قافلة من 100 عامل مغربي، مصطحبين معهم 36 شاحنة، في مهمة عاجلة لإنقاذ المدينة من أزمة مجاري المياه المخنوقة بعد الفيضانات المدمرة التي اجتاحت المدينة.
وأفادت صحيفة ”الباييس”، بأن المغاربة الذين قطعوا مسافة طويلة تقدر بـ 800 كيلومتر انطلاقاً من مدينة طنجة المغربية مروراً بميناء موتريل، لتصل قافلتهم إلى فالنسيا، حيث بدأت على الفور في تنفيذ عمليات تنظيف مكثفة للمجاري.
رغم حاجز اللغة، حيث لا يتحدث معظم العمال المغاربة الإسبانية، تضيف الصحيفة الإسبانية البارزة، إلا أنهم يعملون بجد وإصرار، حيث يقومون بتنظيف المجاري باستخدام معدات متخصصة، ويتم ضخ المياه تحت ضغط عالٍ لتنظيف الأنابيب المسدودة.
ويصف أحد العمال المغاربة، وهو في الأربعين من عمره، طبيعة العمل، متحدثا للمنبر الإعلامي ذاته، بأنها ”شاقة” وتتطلب جهداً كبيراً، لكنه يؤكد أنهم يعملون بروح الفريق الواحد من أجل مساعدة سكان الففار.
وحظي وصول العمال المغاربة بتقدير كبير من سكان بلدة الففار بمدينة فالنسيا، الذين عبروا عن شكرهم وامتنانهم لهذه المبادرة الإنسانية.
وقد ساهم وصول هذه القوة العاملة في تسريع وتيرة أعمال التنظيف،التي باتت تؤرق الإسبانيين المتضررين بشكل كبير من الفيضانات.
وكان المغرب قد ارسل قافلة إغاثة ثانية إلى إسبانيا، خلال الأسبوع المنصرم، تضم 12 شاحنة و34 عاملاً متخصصاً في الإنقاذ، وذلك لدعم جهود إعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد خلال الأسابيع الأخيرة.
وتأتي هذه المساعدة الإضافية بعد أيام قليلة من إرسال المغرب فريق إنقاذ أول يتكون من 70 عاملاً و24 شاحنة، ليصل بذلك إجمالي عدد العاملين المغاربة في عمليات الإغاثة إلى 104، وعدد الشاحنات إلى 36.
وتجسد هذه المساعدات المتكررة عمق العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، والتزام المغرب بالوقوف إلى جانب جيرانه في مواجهة الكوارث الطبيعية. كما تعكس هذه المبادرة الإنسانية حرص المملكة المغربية على تقديم كل أشكال الدعم لإسبانيا في هذه الظروف الصعبة.