24 ساعة _متابعة
كشفت صحيفة “إلباييس” الإسبانية إن وزير الخارجية الجديد، خوسي مانويل ألباريس، وجه إشارات مريحة للرباط خلال تسلمه حقيبته الحكومية من طرف الوزيرة السابقة أرانتشا غونزاليس لايا، وذلك بعدما وصف المغرب بـ”الصديق الكبير” وشدد على ضرورة تعزيز العلاقات معه.
غير أن ذات الصحيفة أوردت تخوفها من انعكاسات هذا التعيين الجديد حيث اعتبرت أنه من الممكن أن يؤدي إعفاء الوزيرة السابقة إلى ممارسة السلطات المغربية ضغطا أكبر فيما يتعلق بملف الصحراء.
وأوضح المصدر نفسه أن ألباريس أصر على توجيه رسائل مباشرة للمغرب في أول يوم له على رأس وزارة الخارجية الإسبانية، للتأكيد على رغبة إسبانيا في طي ملف الخلاف الدبلوماسي المستمر منذ أشهر، وذلك عندما تحدث عن أن من بين أولويات وزارته تعزيز العلاقات مع دول الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، خاصة المغرب الذي وصفه بـ”الجار والصديق الكبير”، مبرزا أن إعادة “العلاقات الكاملة المبنية على الاحترام والمسؤولية المشتركة” مع الرباط من بين المهام الملقاة على عاتقه.
وأوضحت “إلباييس” أن إقالة غونزاليس لايا خلال التعديل الحكومي الأخير الذي شمل وزراء الحزب الاشتراكي العمالي، فُسر على أنه “تنازل للرباط”، ونقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن الوزيرة السابقة أبعدت بعدما أصبحت عقبة أمام إعادة توجيه العلاقات الثنائية بين البلدين، لذا، فإن إعفاءها سيسهل عودة الأمور إلى طبيعتها بسرعة.
تقاطعا مع ذلك تساءلت الصحيفة الإسبانية حول ما إذا كان هدف الرباط هو إجبار إسبانيا على تغيير سياستها حول ملف الصحراء، والتي كانت تنهجها لايا، وبالتالي فقد يشجع ذلك المغرب على “مضاعفة الضغط تجاه إسبانيا”، وهو التحليل الذي تستند فيه الصحيفة إلى تصريحات سابقة لوزارة الخارجية المغربية التي اعتبرت أن سبب الأزمة يتجاوز دخول زعيم “البوليساريو”، إبراهيم غالي، بشكل سري إلى الأراضي الإسبانية، ويتعلق بمواقف إسبانية معادية للوحدة الترابية للمملكة.
وكان وزير الخارجية الإسباني الجديد قد صرح، أمس، قائلا إن أولوياته تتمثل في توفير الأمن والتعامل مع مشاكل الهجرة السرية، وهو الأمر الذي ربطه بضرورة “العمل مع أصدقائنا وحلفائنا لحل تلك المشاكل، على حد تعبيره، مشيرا إلى ضرورة تقوية العلاقات مع المغرب الذي وصف بـ”الصديق العظيم”.