الرباط-عماد مجدوبي
فجرت ”إلموندو”، فضيحة تلاعب الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم (RFEF) بنتائج تقييم ملاعب بطولة كأس العالم 2030، وذلك باستبدال ملعب فيغو وإدراج ملعب أنويتا عوضا منه.
وذكرت الصحيفة الذائعة الصيت، أنها حصلت على وثائق حصرية تكشف عمليات التلاعب التي جرت في غضون48 ساعة فقط.
في البداية، وُضعت مدينة فيغو ضمن قائمة الملاعب المرشحة، حيث احتل ملعب “سيلتا” المركز الحادي عشر بجموع نقاط بلغ 10.2004، بينما جاء ملعب أنويتا في المرتبة الثانية عشرة بـ10.1226 نقاط.
ولكن بعد يومين فقط، تضيف الصحيفة، أُجريت تعديلات على جدول التقييم، مما منح ملعب أنويتا نتيجة أعلى بلغت 106026 نقاط. وأطاح بفيغو إلى المركز الثاني عشر، لتُستبعد من القائمة.
وعلى نحوٍ مفاجئ، ارتفع تقييم أحد العوامل الفرعية المرتبطة بالجانب الفني لملعب أنويتا بشكل غير مُبرر. على سبيل المثال، زادت نقاط العامل الفرعي “النظر في مستوى التدخل المطلوب” من15 إلى 20، وهو ما ساهم في تحسين تصنيف الملعب بشكل لافت.
تبرهن الوثائق المُسربة أن تعديلات جدول التقييم أُرسلَت عبر البريد الإلكتروني إلى ماريا تاتو، المسؤولة عن ملف التنظيم، يوم 27 يونيو 2024.
وتشير المراسلات بين تاتو ورئيس الاتحاد آنذاك، رافائيل لوزان، إلى محاولة تبرير تلك التغييرات بمعايير “استراتيجية” طلبتها الحكومة الإسبانية. كان هدفها تعزيز المواقع القريبة من الحدود مع المغرب والبرتغال لضمان تضافر الجهود بين الدول الثلاث الشريكة في ملف الاستضافة.
وخلصت الوثائق إلى أن هذه الاستراتيجية أثرت بشكل مباشر وسلبي على احتمالية بقاء ملعب فيغو ضمن القائمة النهائية. علاوة على ذلك، أُرسل البريد الإلكتروني يوم 28 يونيو يتضمن النسخة المعدلة لجدول التقييم للعرض على اللجنة التنفيذية المعنية بتنظيم المونديال.
وأكد المرسِل في خطابه أن بعض الملاعب مثل “خيخون”، و”مورسيا”، و”فالنسيا” لم تُدرج بسبب عدم توقيع اتفاقيات مع الفيفا بخصوص استخدامها كمدن مضيفة.
وأصدر الاتحاد الإسباني بيانًا رسميًا يوم 19 يوليوز 2024 يُعلن فيه عن الملاعب الـ11 التي تم اختيارها كمنشآت مرشحة لاستضافة مباريات كأس العالم.
وأشار البيان إلى أنه تم تقييم المنشآت بناءً على سلسلة من المعايير التقنية والمالية والوثائقية، مؤكدًا على التزامه بلوائح الفيفا الصارمة التي تنص على تحديد 20 ملعبا إجمالياً للمونديال في مختلف الدول المتعاونة.
ويشير الكشف عن هذه التفاصيل إلى وجود أبعاد سياسية وإدارية أثرت على شفافية عملية الاختيار وتهدد بتسليط الضوء على تعقيد العلاقة بين الأهداف الفنية والمصالح الحكومية في مثل هذه البطولات الكبرى.