مريم بلخسيري – صحافية متدربة
شعرت الديبلوماسية الإسبانية بخيبة أمل كبيرة حسب صحيفة “إل كونفيدينسيال” الإسبانية، بعد أن ضحت ألمانيا بإسبانيا في برلين لمحاولة المصالحة مع المغرب.
و كان ذلك عندما لم تتم دعوة إسبانيا إلى مؤتمر برلين حول ليبيا الذي عقد في العاصمة الألمانية. في المقابل تمت دعوة المغرب. و حسب مصادر ديبلوماسية مطلعة على تنظيم اجتماع برلين أكدت أنه عند توجيه دعوة للمغرب أرادت ألمانيا القيام بلفته من شأنها أن تمهد الطريق لتجاوز الأزمة التي تعيشها مع المغرب منذ الأول من مارس. بالإضافة إلى أن ألمانيا فكرت في أن وجود وفد إسباني من شأنه أن يزعج المماكة، و استبعدت اقتراح غونزاليس لايا للذهاب إلى برلين.
وعلى الرغم من ذلك كانت لفتة ألمانيا عديمة الجدوى، حيث رفض وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة السفر إلى العاصمة الألمانية. و أعلن في 24 يونيو أن “دور المغرب لم يبدأ في برلين و لا ينتهي في برلين” و أضاف “المغرب لا يغير موقفه بناء على دعوته أم لا”. و في صور اجتماع برلين، يظهر العلم المغربي بين عتاد الوفود الأخرى على الرغم من عدم وجود تمثيل مغربي في المؤتمر.
https://twitter.com/amuleta/status/1409477728101863424?s=08
تجدر الإشارة أن الأزمة بين المغرب و ألمانيا تسبب فيها تشكيك ألمانيا في القرار الذي اتخذه دونالد ترامب بشأن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية. حتى أن السفير الألماني لدى الأمم المتحدة، كريستوف هيوسجن، الذي ترأس بعد ذلك مجلس الأمن، دعا إلى اجتماع استثنائي لمناقشة هذه القضية، عند مغادرته تحدث عن “احتلال” المغرب للصحراء المغربية.
كما قال ناصر بوريطة في 6 ماي أن الفيدرالية الألمانية تقوم “بتقويض دور المغرب على المستوى الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بليبيا، من خلال استبعاد المملكة دون مبرر من الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الأمر”، حيث لم تتم دعوة المغرب إلى المؤتمر الأول في برلين في يناير 2020.
وفي المقابل وجه المغرب اجراءات عقابية لألمانيا. حيث أمر بوريطة في الاول من مارس بقطع جميع العلاقات مع المؤسسات الألمانية. وحسب ذات الصحيفة فقد أشارت مصادر ديبلوماسية ألمانية إلي أن هذا القرار كان له عواقب مؤسفة تتمثل في” أن وكالات مساعدات التنمية لا تستطيع تنفيذ أي التزام المبرمج دون اجراء اتصالات مع الجانب المغربي” . قام المغرب أيضا بتعليق التعاون مع القنصليات الألمانية في الرباط والدار البيضاء.
أكثر من ذلك، ولعل الأمر الأكثر خطورة هو تعليق المغرب لتعاون الشرطة في مكافحة الإرهاب مع ألمانيا، حيث أعلن مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية في المغرب في 25 يونيو أنه “لا يوجد تعاون في الشؤون الأمنية مع ألمانيا”.
وحسب ذات المصدر لم تدعو ألمانيا إسبانيا إلى الاجتماع على الرغن من أنه كان على مستوى وزراء الخارجية، إلا ان المستشاره الألمانية انجيلا ميركل التي وجهت الدعوات لم تقم بدعوة لاسبانيا من بين 15 مشاركا، بالإضافة الى ليبيا نفسها وجيرانها في شمال افريقيا والولايات المتحدة وسلسلة من الدول الأوروبية بما في ذلك هولندا وسويسرا بالرغم من أن لديهما علاقة أقل بكثير من إسبانيا.
من جهة أخرى قالت “إل كونفيدينسيال” أن التعاون الإسباني مع المغرب هو أكثر تواضعا من الألماني ويتم الحفاظ عليه بشكل طبيعي حسب ما أكده الاتجاه العام للاتصال بوزارة الشؤون الخارجية الإسبانية، لكن تؤكد مصادر إسبانية أخرى أن مكتب التعاون الفني لم يعد له علاقة سلسة مع محاوريه في الرباط، ولا يتم الرد على الرسائل الإلكترونية المرسلة من إسبانيا للمغرب دائما، و يتلقون بعض الردود المرسلة من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة كما لو أت المسؤولين الذين يكتبونها لا يريدون المساومة.