24 ساعة-متابعة
في إطار استراتيجيتها للخروج التدريجي من الفحم، أتمت مجموعة “إنجي” الفرنسية عملية بيع 15,66% من حصتها في شركة “سافييك” SA، التي تدير محطة آسفي الحرارية، إلى المجموعة المغربية “ناريفا” التابعة لمجموعة “المدى”. وتمت الصفقة في 21 يناير 2025، بعد توقيع اتفاق بين الطرفين في 4 دجنبر 2024.
تتيح هذه العملية لـ “ناريفا” تعزيز مكانتها في مجلس إدارة المحطة الحرارية الاستراتيجية في آسفي، التي تبلغ قدرتها الإنتاجية الحالية 1.250 ميغاواط. ولا تزال “إنجي” تحتفظ بحصة 17,67% من أسهم “سافييك”، في خطوة انتقالية قبل أن تنسحب تمامًا من المشروع بحلول عام 2027.
وكان لويك ييغيرت-هوبر، المدير المسؤول عن منطقة شمال إفريقيا في “إنجي”، قد أعلن في أبريل 2024 أن الشركة الفرنسية تنوي بيع حصتها الكاملة، التي تقدر بحوالي 33%، في “سافييك” SA بحلول يناير 2027، ضمن إطار استراتيجيتها العالمية للخروج من الفحم. وقد تلقت الشركة عروضا من العديد من المستثمرين المهتمين قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق مع “ناريفا”.
تعد محطة آسفي الحرارية واحدة من المشاريع الطاقية الكبرى في المغرب، حيث تم تشغيلها تجاريًا في نهاية 2018 بتكلفة بلغت 2,6 مليار دولار أي حوالي 23 مليار درهم.
وفي البداية، كانت المحطة تتكون من وحدتين بقدرة إجمالية 1.386 ميغاواط، وتعد من أوائل المحطات في إفريقيا التي تستخدم تكنولوجيا “الفحم النظيف” بنظام “فائقة فوق الحرجة”، مما يسهم في تحسين الأداء البيئي وتقليص الانبعاثات الكربونية.
جرى تطوير المحطة وتمويلها وتشغيلها من قبل “سافييك” (شركة آسفي للطاقة)، التي تضم مجموعة من المساهمين، من بينهم “إنجي” الفرنسية و”ناريفا” المغربية و”ميتسوي آند كو” اليابانية. وتم التوصل إلى اتفاق مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE) لبيع الكهرباء المنتجة على مدار 30 عامًا في إطار شراكة من نوع “شراكة بين القطاعين العام والخاص” (PPP).
وعلى الرغم من الأداء البيئي المتقدم للمحطة، يعمل الشركاء حاليًا على استكشاف حلول لتقليص انبعاثات الكربون، بما في ذلك استخدام الأمونياك الأخضر كبديل للوقود التقليدي، وهو ما سيسهم في تقليل البصمة الكربونية للمحطة.
من جهة أخرى، أكدت مجموعة “إنجي” التزامها التام بالخروج من استخدام الفحم في أوروبا القارية بحلول عام 2025، وفي باقي أنحاء العالم بحلول 2027، كما تسعى للخروج التدريجي من جميع مصادر الطاقة الأحفورية بحلول 2045.