الرباط- قمر خائف الله
بعد أن رفع حجم إنتاجه من السيارات عام 2018، نجح المغرب في الحصول على المرتبة الأولى أفريقيًا متقدما على جنوب أفريقيا، وعربيا متقدما على مصر، حيث تمكن هذا القطاع من تحقيق أرقام إيجابية في ظرف سنوات قليلة، وصلت المملكة المغربية على إثرها إلى إنتاج 700 ألف سيارة سنويا، تقدر قيمتها بـ 8 مليارات دولار، توجه أغلبها إلى دول أوروبية.
في هذا السياق، تربعت فرنسا على قائمة أكبر 10 دول استيراداً للسيارات مغربية الصنع، ضمن ثماني دول أوربية أخرى، وجاءت تركيا في المركز السادس، والولايات المتحدة تاسعاً في الترتيب.
وحسب إنفوغراف، قفزت الصادرات المغربية من السيارات نحو إسبانيا بزائد 30.5 % خلال السنة الماضية مقارنة مع 2021، فيما سجلت أعلى نسب التطور السنوية لاستيراد السيارات من المملكة لدى إيطاليا “81 %”، وبلجيكا “98 %”، وكذا البرتغال “52 %”، وأمريكا “42 %”، وبريطانيا “47 %”، ثم ألمانيا “40 %”.
وكان مكتب الصرف قد أكد في وقت سابق بأن مبيعات قطاع السيارات بلغت حوالي 44,91 مليار درهم، أي 4491 مليار سنتيم، عند متم أبريل الماضي، أي بارتفاع نسبته 40,4 % مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية.
وأوضح المكتب، في مؤشراته الشهرية الأخيرة للمبادلات الخارجية، أن هذا التطور هم مبيعات كل القطاعات، بما في ذلك قطاع التركيب (زائد 40,4 %)، وقطاع الكابلات (زائد 43,4 %)، وقطاع الأجزاء الداخلية للسيارات والمقاعد (زائد 29,2 %).
ويُعَدّ المغرب رائداً في تركيب وتجميع السيارات وصناعة بعض أجزائها، بحيث ينتج 700 ألف سيارة سنوياً، يُصدَّر 90% منها، معظمها إلى أوروبا،
وتجاوزت المملكة مرحلة التجميع حيث أقدمت الآن على تصنيع سيارة كاملة محلية الصنع، وأنتجت أول سيارة محلية من شركة “نيو موتورز” تحت اسم “نيو”، ويتوقع إنتاج 27 ألف وحدة سنوياً، وأعلنت النموذج الأولي لمركبة تعمل بالهيدروجين تحت اسم “نامكس”.
وتحول المغرب إلى قبلة هامة لشركات السيارات الأوروبية والآسيوية، عبر إقامة نقاط لتصنيع وتجميع المركبات في سوق واعدة، شهدت تطوراً متسارعاً منذ مطلع الألفية الجديدة.
وتفسيرا لهذه الريادة التي يلقاها المغرب في هذا المجال، قالت وزارة الصناعة والتجارة خلال مايو 2021، إن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث التنافسية في صناعة السيارات، بعد الهند والصين.
وأضافت الوزارة، في تقرير لها، أن البلاد تعمل على تقوية تنافسية القطاع والاقتراب من الصين، والوصول إلى مستوى الهند في التنافسية، مشيرة إلى أن المغرب يتصدر قائمة الدول المصدرة لمنتجات السيارات إلى أوروبا، من خارج دول الاتحاد الأوروبي، منافساً بذلك دولاً كبرى.
هذه النتائج لم تكن محض صدفة وإنما جاءت وفق سياسة عمومية، وبرنامج حكومي، وإرادة سياسية عالية المستوى، تتمثل في حزمة من القرارات والقوانين والتنظيمات.