24 ساعة-وكالات
فعلت إيران دفاعاتها الجوية في سبع محافظات، بينها طهران، مساء السبت، بعد سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل الأراضي الإيرانية، في تصعيد غير مسبوق ينذر بمواجهة إقليمية مفتوحة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن جيشه سيواصل استهداف كل مواقع النظام، معلنا أن العملية تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية والنووية لإيران، ومشيرا إلى حصوله على دعم صريح من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
إيران تتوعد بالرد وإغلاق كامل للمجال الجوي
توعد الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان برد أقوى في حال تواصلت الهجمات الإسرائيلية، وردا على الضربات، أطلقت إيران صواريخ باتجاه إسرائيل منذ مساء أمس الجمعة، حيث أعلنت تل أبيب اعتراض معظمها، رغم تسجيل خسائر بشرية ومادية في منطقة تل أبيب.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية إن المجال الجوي الإيراني أغلق حتى إشعار آخر، فيما أغلق أيضا مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب.
وفقا للبعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، أدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل ما لا يقل عن 78 شخصا وإصابة أكثر من 320 آخرين، معظمهم من المدنيين. كما استهدفت طائرات مسيرة سيارة إسعاف شمال غرب البلاد، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل.
في المقابل، تسبب الرد الإيراني في مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات في تل أبيب، بحسب خدمات الطوارئ.
ومن بين المواقع المستهدفة، منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز ومنشأة لتحويل اليورانيوم في أصفهان، وقاعدة عسكرية في تبريز. وأكدت إيران مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري، بينهم الجنرال حسين سلامي والجنرال محمد باقري، إضافة إلى تسعة علماء مرتبطين بالبرنامج النووي.
كما ذكرت تقارير إعلامية محلية أن مصفاة استراتيجية في الجنوب تعرضت لهجوم، إلى جانب منشآت عسكرية في محافظات همدان وكرمانشاه ولرستان.
تحذيرات دولية وتصاعد المخاوف من حرب شاملة
دعت عدة عواصم إلى التهدئة في ظل التوتر المتصاعد، لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اتهم إسرائيل بدفع المنطقة نحو دوامة عنف خطيرة. كما حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، من أن طهران ستحترق إذا واصلت إطلاق الصواريخ.
وتزامن التصعيد مع إلغاء جولة جديدة من المحادثات النووية غير المباشرة التي كانت مقررة في سلطنة عمان، حيث اتهمت طهران إسرائيل بإفشال فرص التفاوض.
أدى التصعيد إلى اضطرابات في حركة الطيران الدولي وارتفاع أسعار النفط عالميًا، ما يعكس حساسية الوضع وخطر انزلاق الشرق الأوسط إلى مواجهة شاملة قد تمتد تداعياتها خارج المنطقة.
وتؤكد التقديرات أن إسرائيل قد تلحق أضرارا بالغة بالمنشآت النووية الإيرانية، لكنها لن تستطيع القضاء عليها كليا، وسط مخاوف من أن يتحول النزاع إلى صراع طويل الأمد يعصف بأمن المنطقة واستقرارها.