24 ساعة – متابعة
التعلم الآلي والروبوتات والبيانات الضخمة والعديد من التقنيات تجعل من الذكاء الاصطناعي عالما مبهرا للابتكار والإمكانات الكبيرة للنمو.
في هذا العالم، الذي يغطي مختلف التقنيات ومجالات التطبيق، تتألق المغربية إيمان الامراني في الولايات المتحدة، وخاصة في مجالاتها المفضلة حاليا وهي الصحة والنقل الحضري.
بعد مسار لامع في جامعات المغرب والجامعات الأمريكية، التحقت الشابة وهي من مواليد مدينة فاس، بكلية الحوسبة والذكاء الاصطناعي في جامعة ولاية أريزونا.
في هذه المؤسسة الجامعية في جنوب غرب الولايات المتحدة، حصلت إيمان وهي بالكاد في الثلاثينات، على شهادة الدكتوراه بجدارة في سنة 2020. وقد ركز بحثها لمدة خمس سنوات على تطبيق الذكاء الاصطناعي في الوسط الطبي.
وفي مجال الرعاية الصحية، يلعب الذكاء الاصطناعي دورا مهما في تعلم العلاجات الشخصية، وتحسين فعالية الأجهزة الطبية.
وقالت الخبيرة المغربية، في حديثها لوكالة المغرب العربي للأنباء في واشنطن، “يركز بحثي على البنكرياس الاصطناعي، وهو جهاز طبي ينظم نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري من الصنف الأول”.
وأوضحت أنها طورت تقنيات جديدة وطبقت مناهج علم البيانات، للتعرف على سلامة وفعالية النظام المعتمد من إدارة الأغذية والأدوية، الذي يستفيد من البيانات التي تم جمعها من استخدام هذه الأجهزة في البيئات السريرية وفي الواقع.
وأعربت إيمان عن سعادتها بتتويج هذا العمل البحثي ببراءة اختراع “تمنحنا الحق في الملكية الفكرية”، وتأمل أن يكون بحثها في هذاالمجال مفيدا في المغرب أيضا، خاصة وأن مرض السكري هو مشكلة صحية عامة عالمية مثيرة للقلق، والذي زاد تأثيره الاجتماعي والاقتصادي في سياق جائحة كورونا.
ويركز اهتمام أبحاث الذكاء الاصطناعي للخبيرة المغربية على تطوير “الأجهزة الطبية التكيفية والشخصية” وذلك بحسب احتياجات وخصائص كل فرد.
وتابعت الخبيرة “أرغب في تطوير بنكرياس اصطناعي يستخدم تقنيات التعلم الآلي تحت إشراف خبراء الغدد الصماء”، موضحة أنه يتطلب تعاونا وطنيا ودوليا قويا بين أخصائيي الغدد الصماء، ومن جهة أخرى تطوير أدوات مناسبة لاستخراج المعلومات الضرورية من تفاعل المستخدمين مع النظام في التشغيل الحقيقي.
وقالت الامراني “إن تعاون مؤسستنا مع الأطباء في البحث الطبي من (مستشفى الجامعة الأمريكية واتحاد الأبحاث) مكنني من الوصول إلى البيانات التي تم جمعها أثناء تشغيل البنكرياس الاصطناعي في الولايات المتحدة”.
وبالنظر للموضوع المختار والتأثير المتوقع، استفاد هذا العمل البحثي في سنة 2017 من دعم معهد “أوك ريدج” المرموق للعلوم والتعليم، التابع لوزارة الطاقة الأمريكية، والذي يدعم العمل الواعد في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
ومكن هذا الدعم الخبيرة الشابة من الاستفادة من فترة تدريب في إدارة الأغذية والأدوية بولاية ميريلاند، بينما تم تقديم عملها البحثي في مؤتمرات رفيعة المستوى ونشرها في المجلات العلمية.
وإلى جانب القطاع الطبي، بدأت الخبيرة المغربية التعاون مع شركة كبرى لتصنيع الشاحنات عديمة الانبعاثات، وتتمثل مهمتها في دمج مساعدة متقدمة للسائق ووظائف القيادة الآلية في المركبات.
وتجسد رحلة إيمان نحو الدكتوراه في هندسة الكمبيوتر مسيرة مهنية طويلة في مجالات علوم الكمبيوتر، وتشير إلى أن الاختيار الذي تم بعد ذلك في مدارس فولتون بجامعة أريزونا كان بسبب السمعة الجيدة في علوم الكمبيوتر والهندسة وجودة المختبرات.
وبدأت المغامرة في ثانوية يوسف بن تاشفين بفاس، بالحصول على درجة الباكالوريا في العلوم الفيزيائية، ثم الإجازة في الإلكترونيات والاتصالات من كلية العلوم بنفس المدينة، قبل الحصول على الماستر في النظم الذكية والتصوير من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، حيث انتقلت الأسرة بسبب عمل الأب، وهو مسؤول تنفيذي مالي كبير متقاعد الآن.
وتشيد إيمان، في هذا الصدد، بوالدها السيد المختار، وهو خبير اقتصادي، وتدين له باختيارها وحياتها المهنية الحالية في مجال هندسة الكمبيوتر ، “مجال متطور وله مستقبل” ، حسب تعبيرها.
ويرجع السبب وراء اختيار بلد العم سام عوض الجامعة الفرنسية حيث تم قبولها أيضا للحصول على درجة الدكتوراه، إلى شقيقتها سكينة،ثم طالبة في الولايات المتحدة وحاليا مسؤولة عن الشهادات عبر الإنترنت في جامعة ميشيغان المرموقة.
وبدأت إيمان بدرجة الماستر في أنظمة الكمبيوتر في جامعة ولاية جاكسونفيل في ألاباما، قبل أن تواصل للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة ولاية أريزونا.
وقالت إيمان، التي اندمجت في بيئتها المهنية ومجتمعها، إنها مرتبطة ارتباطا وثيقا ببلدها الأصلي، وبوالديها وشقيقتيها الأخريين، إحداهما طبيبة عيون في طنجة والثانية مهندسة كمبيوتر في الرباط.
كما أعربت خبيرة الذكاء الاصطناعي عن حماسها لمشاركة ومناقشة أساليب وأنظمة البحث مع المجتمع العلمي والهندسي في المغرب، وهو تعاون شائع في هذا المجال عالي التقنية الذي يغزو حياتنا اليومية.