24 ساعة-متابعة
وجه عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني العادي التاسع للحزب، رسالة واضحة إلى الجزائر، دعا فيها إلى وحدة الأمة الإسلامية والعربية بعيدا عن الخلافات المفتعلة.
وأكد ابن كيران أن الأمة، كما أمرها الله، “أمة واحدة”، مشددا على أن الوحدة لا تعني بالضرورة توحيد الدول تحت رئاسة واحدة أو وزارة خارجية واحدة، بل تستوجب توحيد السياسات الخارجية والاقتصاد، وكل المجالات الممكنة، مع الحفاظ على استقلالية الأوطان.
وفي هذا السياق، توجه بكلامه بشكل مباشر إلى الإخوة الجزائريين قائلا إنه لا يحمل لهم إلا المودة، بغض النظر عن تصرفاتهم، رافضا الدخول في أي مزايدات سياسية.
وفي حديثه عن ملف الصحراء المغربية، شدد ابن كيران على أن الجزائر ارتكبت خطأً منذ البداية في تعاملها مع القضية.
وقال إنه كان يتوجب على الجزائر أن تمسك بيد مجموعة الشباب الذين أسسوا البوليساريو، وتقوم بالدور الذي أمر الله به، والذي يتمثل في الإصلاح بين الإخوة، مستشهدا بالآية الكريمة: “وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما”.
وأضاف أن الجزائر، عوض أن تقوم بدور الوسيط المصلح، تبنت أطروحة البوليساريو وحاولت استغلال هذا النزاع لتسوية مشاكلها مع المغرب ومشاكلها الداخلية.
واعتبر ابن كيران أن الزمن قد كشف، وسيوضح مستقبلا، أن موقف الجزائر كان خاطئا، مؤكدا أن الصحراء ستظل مغربية بإرادة الشعب المغربي وتمسك الصحراويين أنفسهم بمغربيتهم، وبفضل قيادة ملك نشأ على مبادئ راسخة من المرجعية الدينية والوطنية.
وفي ظل الأوضاع المأساوية التي تعرفها غزة وفلسطين، وتزايد التهديدات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية، دعا ابن كيران الجزائر إلى تجاوز الخلافات العقيمة، منتقدا استمرار التمسك بمواقف اعتبرها “أسطوانة فارغة”، ومشددا على أن المغرب لا يحمل عداوة للجزائر.
وأكد ابن كيران أن كلامه هذا ليس فقط بصفته أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، أو رئيس حكومة سابق، بل أيضا مستندا إلى الرسائل والتوجهات التي كان يتلقاها من الملك محمد السادس خلال مناقشته لهذا الملف، والتي كانت تركز على التمسك بالروابط الأخوية والسعي إلى تجاوز الخلافات المفتعلة.