24 ساعة-متابعة
تعاني مدينة قلعة السراغنة من استفحال ظاهرة احتلال الملك العمومي، خاصة من طرف الباعة الجائلين المعروفين محليا ب”الفراشة”، إلى جانب أصحاب المحلات التجارية والخدماتية الذين يعمدون إلى توسيع أنشطتهم خارج حدود محلاتهم.
وأصبحت الأرصفة والممرات العمومية في أحياء مثل امليل وشارع الرحالي الفاروق ووسط المدينة شبه محتلة بالكامل، ما ينعكس بشكل سلبي على حركة السير والجولان ويحول حياة المواطنين إلى معاناة يومية، خاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يجدون صعوبة كبيرة في التنقل بأمان وراحة.
ورغم الحملات المتكررة التي تقوم بها السلطات المحلية لتحرير الملك العمومي، وتخصيص أسواق نموذجية لفائدة الباعة الجائلين، إلا أن هذه التدخلات غالباً ما تظل محدودة الأثر ولا تدوم طويلا، يعود العديد من الباعة إلى احتلال الأرصفة بعد أيام قليلة فقط من الحملات، مستغلين ضعف المتابعة وغياب حلول جذرية تضمن لهم مصادر دخل بديلة.
كما أن بعض أصحاب المحلات التجارية لا يترددون في استغلال الأرصفة لعرض سلعهم أو وضع طاولات وكراسي، في تحد واضح للقوانين المنظمة للملك العمومي، ما يعمق من حجم الفوضى ويزيد من معاناة الساكنة.
وقد صرح العديد من المواطنين لجريدة “24 ساعة”، أن هذه الوضعية العشوائية تسببت في تذمر كبير، حيث يشتكون من عرقلة السير وصعوبة التنقل، بالإضافة إلى تشويه المنظر العام للمدينة وتراجع جاذبيتها العمرانية والاقتصادية، مؤكدين أن الفوضى الناتجة عن احتلال الملك العمومي تؤدي إلى نشوب مشادات يومية بين الباعة والمارة، وتخلق حالة من الاستياء العام بسبب غياب حلول عملية ومستدامة تضمن احترام الفضاءات المشتركة وحق الجميع في استعمالها. ويؤكد العديد من الفاعلين الجمعويين أن استمرار هذا الوضع يهدد السلم الاجتماعي ويقوض جهود التنمية المحلية.
في هذا السياق، يطالب السكان والحقوقيون بتدخل عاجل وجدي من الجهات المسؤولة لتحرير الملك العمومي وضمان حق الجميع في استعمال الفضاءات المشتركة، كما يرى العديد من المتتبعين أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب مقاربة شمولية تجمع بين الصرامة في تطبيق القانون وتوفير بدائل واقعية للباعة الجائلين، من خلال الاستفادة من تجارب بعض المدن المغربية التي نجحت في تنظيم القطاع، باحداث أسواق نموذجية مجهزة بكل المرافق الضرورية، مع مواكبة الباعة الجائلين وتقديم الدعم لهم للاندماج في الاقتصاد المنظم.
وينبغي تعزيز دور المجتمع المدني في التوعية والتحسيس بأهمية احترام الملك العمومي، وتشجيع الحوار بين جميع الأطراف المعنية لإيجاد حلول توافقية ومستدامة تضمن كرامة الباعة وتحافظ على جمالية المدينة ونظامها العام.