أفادت مصادر مسؤولة في وزارة الثقافة والاتصال بأن الوزير محمد الأعرج طلب من وزير الاقتصاد والمالية تكليف المفتشية العامة للوزارة بإجراء افتحاص للصندوق الخاص بدعم العمل الثقافي، بعدما اكتشف الأعرج اختفاء مبالغ تقدر بخمسة ملايير سنتيم “في ظروف غامضة”، دون صرفها في إطار ميزانية دعم المشاريع الثقافية.
وحسب يومية “الأخبار”، فإن الفضيحة تفجرت بعدما نظم المسرحيون المغاربة وقفة احتجاجية أمام مقر الوزارة المعنية للمطالبة بصرف الشطر الأول من الدعم المخصص للفرق المسرحية، بعد توقيع عقود الدعم في عهد وزير الثقافة السابق محمد أمين الصبيحي، لكن الوزير الأعرج اكتشف أن الأموال المخصصة للصندوق “تبخرت” في ظروف غامضة، دون صرف مبالغ الدعم المخصص للأنشطة الثقافية.
وذكر المصدر ذاته أن الوزير عقد اجتماعا مع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بخصوص هذا الموضوع وتقرر، باتفاق مع وزير الاقتصاد والمالية، توفير المبالغ المخصصة للدعم، في انتظار ما ستكشف عنه نتائج الافتحاص المالي.
وعلاقة بالموضوع، قرر وزير الثقافة والاتصال فتح تحقيق بشأن استفادة “نادل مقهى” من الدعم الذي تخصصه وزارة الثقافة للإنتاج الموسيقي، بمبالغ مجموعها 43 مليون سنتيم، في عهد الوزير السابق أمين الصبيحي.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن توصل الوزير بشكاية موقعة من قبَل مجموعة من الفنانين بخصوص استفادة نادل مقهى، أسس شركة للإنتاج وتوصل بدعم موزع على ثلاث دفعات، بمبالغ 20 مليون سنتيم و15 مليونا، ثم 8 ملايين، رغم أن الشركة التي تقدم باسمها للحصول على دعم،حديثة التأسيس ولا علاقة لها بالإنتاج الموسيقي.
من جهة أخرى، سارع الوزير السابق إلى توزيع الدعم على الجمعيات المستفيدة قبل مغادرته للوزارة. وفي ما يتعلق بدعم المشاريع الثقافية في قطاع المسرح، الذي أُعلن عن نتائجه بتاريخ 29 دجنبر 2016، فقد تطلب دراسة 179 مشروعا مرشحا للدعم، حسب الوزارة، لمدة ثلاثة أيام (26، 27 و28 من الشهر المذكور) وزعت بعدها الوزارة غلافا ماليا قدره 820800000 درهم، على خمسة مجالات مختلفة، تتعلق بتوطين الفرق المسرحية بالفضاءات المسرحية، والإنتاج والترويج المسرحي، وتنظيم والمشاركة في المهرجانات والتظاهرات المسرحية والإقامات الفنية، وورشات التكوين ومسرح وفنون الشارع.
أما في ما يخص نتائج دعم الفنون التشكيلية والبصرية، فقد تطلبت دراسة 115 مشروعا، مدة ثلاثة أيام فقط (21، 22 و23 دجنبر) إذ تقرر بعد ذلك توزيع دعم بلغ قدره 552200000 درهم، تتوزع على صنف الإبداع الفني، والإقامات الفنية، وصنف نشر مونوغرافيا الفنانين، والمواقع والمجلات الورقية والإلكترونية المتخصصة في الفن التشكيلي والبصري، وصنف تنظيم المعارض والصالونات المتخصصة في الفنون التشكيلية والبصرية، وصنف المشاركة في معارض وصالونات الفن المعاصر وصنف الإبداع البصري، وخصوصا التنشيط الإلكتروني والفن التفاعلي، والأشرطة المرسومة والتصوير الفني، والتركيب البصري بالأبعاد الثلاثية.
بينما تمكنت لجنة دعم المشاريع الثقافية والفنية، في قطاع الموسيقى والأغنية والفنون الاستعراضية والكوريغرافية، في ظرف أربعة أيام (ما بين 22 و25 دجنبر الماضي) من دراسة 156 مشروعا وانتقاء الأعمال المستفيدة من دعم إجمالي قدره 918000000 درهم، موزعة ما بين الإنتاج الموسيقي والغنائي، وترويج وتوزيع المنتوج الموسيقي والغنائي، وتسويق المنتوج الموسيقي والغنائي، وتنظيم المهرجانات والتظاهرات المهنية في مجال الموسيقى، والمشاركة في المهرجانات الموسيقية الدولية، والإقامات الفنية والفنون الكوريغرافية والاستعراضية.