24ساعة-عبد الرحيم زياد
كشفت المقابلة التي أجراها الرئيس الجزائري مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية عن تناقضات نظام، بينما يُظهر عداءً ظاهريًا تجاه إسرائيل. يبدو أنه يُعدّل موقفه بشكل سري بما يخدم مصالحه الاستراتيجية. فخلف الخطاب الرسمي، تُبحر الجزائر بين انتهازية دبلوماسية وضرورة الحفاظ على تموقعها في سياق دولي متغير.
وعلى مدى عقود، قدمت الجزائر نفسها كمعقل للنضال ضد إسرائيل والصهيونية، وهو خطاب تم الحفاظ عليه ببراعة من قبل الدعاية الحكومية لتعبئة الجماهير حول عدو خارجي، وبالتالي صرف الانتباه عن الأزمات الداخلية: الانهيار الاقتصادي، والقمع السياسي، والفساد المستشري، إلخ.
بين بيانين.. هل لانت نبرة الجزائر تجاه إسرائيل؟https://t.co/yUPGtuQhyk
— قناة الحرة (@alhurranews) February 7, 2025
في ذات الصدد أكدت قناة ‘الحرة” الأمريكية أنه وبعد أيام قليلة بعد إثارة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون. قضية التطبيع مع إسرائيل في مقابلة صحفية، حمل بيان لوزارة الخارجية الجزائرية “تغييرا كبيرا” في اللغة الدبلوماسية بشأن إسرائيل. ما أثار جدلا وتساؤلات في مواقع التواصل الاجتماعي حول حقيقة تغير الموقف الجزائري من التطبيع.
و حسب ذات المصدر، فقد أصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بيانا يرفض “تهجير الفلسطينيين” من قطاع غزة. وسرعان ما تحول البيان إلى “ترند” ليس لمضمونه بل لكلماته التي خلت من أي توصيف شديد اللهجة ضد إسرائيل كما دأبت عليه البيانات السابقة.
وأشار البيان أشار إلى “الصراع الفلسطيني الإسرائيلي” وتحدث عن “حل الدولتين” وغابت كلمات “جيش الاحتلال” و “الكيان الصهيوني”، وهي توصيفات قال مغردون إنها كانت أساس البيانات الجزائرية بشأن إسرائيل.
نفاق دبلوماسي من تبون في مواجهة الحقائق الجيوسياسية والمتغيرات الجديدة
تشير العديد من المؤشرات إلى أن الجزائر، بعيدًا عن تبني موقف مواجهة مُطلقة مع إسرائيل، تُقيم علاقات غير مباشرة مع الدولة العبرية من خلال قنوات دبلوماسية سرية ومفاوضات استراتيجية تشمل وسطاء”.
ويُظهر عبد المجيد تبون وحكومته غضبًا شديدًا تجاه تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، وعلى رأسها المغرب. ومع ذلك، هذه الازدواجية تُشكك في صدق التزام الجزائر تجاه فلسطين. فلو كانت الجزائر مُخلصة حقًا لهذه القضية،
من هنا يمكن التساؤل، حول لماذا لم تتبنِ الجزائر إجراءات أكثر حسمًا للتأثير بشكل مباشر على حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني؟ في الواقع، هذا الاضطراب يُخفي بشكل سيئ إأن الجزائر محرجة جدا بعد فقدانها معركة النفوذ الإقليمي لصالح المغرب.
لقد وصل النفاق الجزائري إلى درجة الجزائر بسبب هوسها بفكرة مواجهة النفوذ المغربي والحفاظ على مصالحها الخاصة، طان عليها أن تتعامل مع حقائق استراتيجية تتعارض مع خطابها الرسمي”. فخلف تصريحات المبادئ، يبدو أن الجزائر تُبحر على غير هدى، وتسعى إلى الحفاظ على مصالحها في مواجهة الحقائق الجيوسياسية المتغيرة. إن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وإعادة تشكيل التحالفات في الشرق الأوسط تُضعف سردًا بات الآن غير متوافق مع الديناميكيات الإقليمية.