اسامة الخلفي – 24 ساعة
إلى المدونة مايسة سلامة الناجي
عذرا ان أتوجه إليك برسالتي هذه و انت مدونة مؤثرة في الفايسبوك ، و صفحتك تجمع آلاف اللايكات و لك متتبعيين يفوق عددهم مناضلي بعض الاحزاب السياسية المغربية .
الاخت مايسة .
لم يسبق لي ان اطلعت على تدويناتك من قبل رغم انك تتيرين الكثير من الجدل بمهاجمتك للبعض او بتحليلاتك لبعض القضايا السياسية ، لكن بعد النقاش الذي فتح عقب زيارتك لمدينة الحسيمة و انتشار صورتك رفقة ناصر الزفزافي على مؤدبة غذاء بالسمك ، ارتايت ان أتوجه لك برسالة لعلها تفيدك مستقبلا .
الأخت مايسة .
لا يمكنني الطعن في مبادرتك التي قلت انها من أجل الوساطة بين قادة الحراك بالريف العزيز ، لكن هذه المبارة جعلتني كمتتبع و فاعل سياسي أطرح مجموعة من الأسئلة ” بين من و من تقومين بالوساطة ؟ و في اي إطار ؟ و ماهي الحلول التي تطرحينها ؟ و هل لديك من الاليات ما يمكنك الالتزام بهذه الحلول .؟”
الأخت مايسة .
هناك فرق شاسع بين النضال في وسائل التواصل الاجتماعي خلف شاشة الحاسوب و بين النضال في الواقع الذي يفرض علينا الانضباط بقواعد السياسة و اخلاقياتها و مبادئها .
الأخت مايسة .
تعلمت بعد سنوات من النضال سواء داخل تنظيمات سياسية او في الشارع ابان الحراك الاجتماعي سنة 2011 ، ان القيام بأي مبادرة يستوجب معرفة دقيقة بالواقع السياسي وفق أهداف محددة في الزمان و المكان . و الا تعتبر فقاعة إعلامية لا اكثر .
الأخت مايسة .
و بالرجوع إلى مبادرتك الأخيرة في لعب دور الوساطة بين قادة الحراك بالريف العزيز و بين جهات لا نعرفها ، كانت تستوجب منك بحكم ان أحداث الريف تشكل قضية وطنية و يتابعها كل أطياف الشعب المغربي سواء كانوا مساندين لمطالبهم او معارضين لهم ، افادنا بتصورك الذي من شأنه ان يوقف حراك شعبي عجز مسؤولو الدولة و المنتخبين على إيجاد حلولا له .
الأخت مايسة .
في ختام رسالتي أود تذكيرك بأن مثل هذه المبادرات الفردية و المتهورة تزيد من تعميق الأزمة و تمييع الشأن السياسي . لسياسة رجالها و نسائها، و ان الأشكال في المغرب اليوم الكل أصبح يتطاول على مجالات بعيدة عن اهتماماته .