24 ساعة-أسماء خيندوف
شهدت القارة الإفريقية خلال العقد الماضي اهتماما متزايدا من قبل دول الخليج التي سعت إلى تعزيز حضورها الاقتصادي عبر استثمارات مباشرة شملت قطاعات حيوية مثل الزراعة، الطاقة المتجددة، الصحة، والمعادن الاستراتيجية.
و كشفت مجلة “جون أفريك” في مقال لها عن استثمارات دول الخليج في إفريقيا بين عامي 2012 و2022، حيث تجاوزت الاستثمارات المباشرة 100 مليار دولار، مما يعكس توجه دول الخليج نحو تنويع اقتصاداتها بعيدا عن النفط والغاز.
كما أوضحت نقلا عن تقرير صادر عن البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (Afreximbank)، أن هذه الاستثمارات بلغت 121 مليار دولار، مع التركيز على قطاعات متنوعة مثل الزراعة، الطاقات المتجددة، الصحة، والمعادن الحيوية.
الإمارات والسعودية في الصدارة
أشارت “جون أفريك” إلى أن الإمارات العربية المتحدة تصدرت قائمة المستثمرين الخليجيين في إفريقيا بحجم استثمارات بلغ 59.4 مليار دولار خلال العقد الماضي، تليها السعودية بـ 25.6 مليار دولار، وقطر بـ 7.2 مليار دولار.
كما شدد التقرير على أن دول مجلس التعاون الخليجي، التي تضم السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان والبحرين، وضعت الأسواق الإفريقية ضمن استراتيجياتها الاقتصادية لتعزيز التنوع الاقتصادي.
المغرب ضمن الشركاء الرئيسيين
أكدت المجلة الفرنسية، أن الشراكة بين مجلس التعاون الخليجي والدول الإفريقية توفر فرصا مهمة تشمل زيادة الاستثمارات، تحسين الإنتاج الزراعي، خلق فرص عمل، وتطوير البنية التحتية، مما يعزز مرونة الاقتصاد الإفريقي. كما أبرز أن المغرب يعد أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لدول الخليج، إلى جانب مصر، جنوب إفريقيا، نيجيريا، كينيا، السودان، وإريتريا.
و في سياق متصل أوردت المجلة أن مصر كانت الوجهة الأولى لاستثمارات دول الخليج في عام 2022، حيث استقطبت 11 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. ولفت التقرير إلى أن مصر تُعد وجهة جذابة للمستثمرين بسبب الفرص الكبيرة التي توفرها، خاصة في قطاعي الهيدروكربونات والطاقة المتجددة.
وخلص المقال إلى أن الاستثمارات الخليجية في إفريقيا تعد انعكاسا لتحول استراتيجي يهدف إلى بناء شراكات اقتصادية طويلة الأمد، وتعزيز التكامل التجاري في ظل التحولات العالمية. مشيرة إلى أن هذه العلاقات الاستراتيجية تعزز من مكانة إفريقيا كمحور اقتصادي هام لدول الخليج الباحثة عن فرص اقتصادية جديدة ومستدامة.