24 سلعة-متابعة
تتواصل أمام المحكمة القضائية في مرسيليا محاكمة قضية “أبولونيا” العقارية، التي انطلقت في 31 مارس الماضي، والتي تعد واحدة من أكبر قضايا الاحتيال العقاري في تاريخ فرنسا، حيث تم ذكر المغرب ضمن الأموال والممتلكات المتحصل عليها من الجريمة.
يمثل أمام المحكمة جان باداش، البالغ من العمر 70 عاما، والذي يعتبر المتهم الرئيسي في القضية، إلى جانب زوجته فيفيان وابنهما بنيامين، بالإضافة إلى 13 شخصا آخرين بينهم محام وثلاثة موثقين وشركة “أبولونيا” نفسها، ويواجه المتهمون تهماً ثقيلة تشمل الاحتيال المنظم والتزوير واستعماله وغسيل الأموال ضمن عصابة منظمة.
وبحسب التحقيقات، تمكن المتهمون من جمع ما يقارب مليار يورو من بيع أكثر من 5 آلاف قطعة أرض لـ 762 ضحية، يمثلهم 110 محامٍ في هذه المحاكمة الماراثونية التي تعود فصولها إلى عام 2008.
وخلال 15 سنة من التحقيقات، تمكنت السلطات من حجز أصول تقدر قيمتها بأكثر من 7.5 مليون يورو موزعة بين فرنسا وسويسرا ولوكسمبورغ والمغرب، وفقًا لما أوردته صحيفة “لو باريزيان”.
وشملت الأصول المحجوزة أربعة عقارات في فرنسا وعقارًا واحدًا في المغرب، بالإضافة إلى سلع فاخرة. ويواجه المتهمون عقوبة السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات وغرامة قد تصل إلى مليون يورو، بينما تواجه شركة “أبولونيا” غرامة قد تصل إلى خمسة ملايين يورو.
وتشير تفاصيل القضية إلى أن المتهمين، الذين يديرون شركة “أبولونيا” المتخصصة في تقديم المشورة الضريبية العقارية، تمكنوا من إقناع أفراد من مهن حرة (أطباء، أطباء أسنان، مساعدين طبيين) بالاشتراك في مشاريع استثمار عقاري ذاتية التمويل. وباستخدام وثائق مزورة، حصلوا على قروض عقارية من البنوك، ليجد الضحايا أنفسهم مثقلين بالديون بعد اكتشاف أن “التمويل الذاتي الموعود لم يكن سوى سراب”.
وخلال جلسات الاستماع، حاول المتهم الرئيسي جان باداش تبرير أفعاله، واعترف بشراء مجوهرات باهظة لزوجته التي صودرت ضمن الأصول المحجوزة. كما قلل من شأن الضحايا، مدعيًا أنهم كانوا على درجة عالية من التعليم وكان بإمكانهم فهم طبيعة الاستثمارات.
وقد أثارت تصريحات باداش غضب ممثلي الضحايا، الذين أكدوا أن المتهم الرئيسي كان المسؤول عن عمليات الاحتيال المعقدة واستغلال ثقة المستثمرين.
ومن المقرر أن تستمر محاكمة قضية “أبولونيا” حتى السادس من يونيو المقبل، وسط ترقب كبير لنتائج هذه القضية التي هزت الأوساط العقارية في فرنسا ووصلت تداعياتها إلى المغرب.