24 ساعة-العيون
اندلعت اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش الجزائري وعناصر من جبهة البوليساريو بالقرب من مخيمات تندوف.
وهو مشهد غير مسبوق يعكس تصاعد التوتر داخل المخيم، الذي طالما اعتبر امتداداً لسياسة الجزائر المنحرفة في المنطقة.
هذه الأحداث الدامية، التي أكدتها مصادر إعلامية ومدافعون عن حقوق الإنسان، تؤكد ما يحذر منه العديد من الخبراء منذ سنوات،
من أن البوليساريو لم تعد ورقة رابحة في أيدي النظام الجزائري، بل أصبحت عبئاً ثقيلاً يهدد استقرار الجزائر نفسها.
ووصف زين العابدين الوالي، رئيس المنتدى الأفريقي للبحث والدراسات في مجال حقوق الإنسان،
هذه الاشتباكات بأنها نتيجة طبيعية لسياسة تغذية الفوضى، مؤكداً أن “كل من يرعى الفوضى يحصد التمرد”.
وأضاف أن الجزائر، التي كانت ترى في البوليساريو أداة للضغط الإقليمي، تجد نفسها اليوم في مواجهة كيان غير مسيطر عليه، بل دولة داخل الدولة، تهدد سيادتها وتخلق بؤرة توتر دائمة في جنوب البلاد.
وفي السياق نفسه، صرح الصحفي الجزائري وليد كبير. رئيس الجمعية المغاربية للسلام والتعاون والتنمية، بأن الاشتباكات الأخيرة كانت متوقعة منذ سنوات،
مضيفاً: “لقد حذرنا دائماً من أن البوليساريو ليست سوى قنبلة موقوتة داخل التراب الجزائري، واليوم نرى الانفجار بأعيننا”.
وأشار إلى أن الدولة الجزائرية. تعاني الآن من ثقل هذا الكيان الذي يعيش على أراضيها ويدخل في صراع مباشر معها، مما يثير تساؤلات خطيرة حول مستقبل العلاقات بين الطرفين.
https://twitter.com/oualido/status/1886921428466807124
وتشير المعلومات الواردة من تندوف إلى أن الاشتباكات بدأت بسبب خلافات حول توزيع المساعدات والامتيازات داخل المخيمات. لكنها سرعان ما تحولت إلى اشتباكات مسلحة استدعت تدخل الجيش الجزائري. في تطورات تبرز هشاشة الوضع الأمني في المنطقة،
وتكشف عن حجم التوتر بين الجيش وعناصر الجبهة، الذين لم يعودوا على ما يبدو يلتزمون بالخطوط الحمراء التي رسمتها الجزائر سابقاً.