24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
كشفت عملية لمكافحة الإرهاب نفذتها السلطات الإسبانية مؤخرا عن اعتقال شخصين ينحدران من مخيمات البوليساريو الانفصالية في تندوف، وذلك بتهم خطيرة تتعلق بـ”التعاون مع منظمات جهادية” و”الإشادة بالإرهاب”.
ويؤكد هذا التطور المثير للقلق مجددا المخاوف المتزايدة بشأن تحول هذه المخيمات إلى بؤرة للتطرف والإرهاب، مما يهدد الأمن والاستقرار في شمال إفريقيا والساحل وحتى أوروبا.
وحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الاعتقالات تثير هذه الاعتقالات تساؤلات جدية حول مدى تغلغل الفكر المتطرف داخل هذه المخيمات خاصة، وأن أحد المعتقلين مرتبط بقيادات بارزة في البوليساريو، كونه فردًا من عائلة خطري أدوه، “سفير” البوليساريو الحالي في الجزائر.
#FLASH| Une opération anti-terroriste espagnole a conduit à l’arrestation de 2 individus issus des camps du Polisario de Tindouf pour « collaboration avec des organisations djihadistes » et « apologie du terrorisme ».
Au moins l’un d’entre eux est lié à des dirigeants… pic.twitter.com/MaO1fB4UIY
— Morocco Intelligence (@MoroccoIntel) June 7, 2025
يضع هذا الارتباط علامات استفهام كبيرة حول الرقابة والإدارة داخل المخيمات، وحول مسؤولية قيادات البوليساريو في منع انتشار الأيديولوجيات المتطرفة.
وأضافت المصادر ذاتها أن تقارير ومصادر استخباراتية كانت قد حذرت مرارا من أن مخيمات تندوف، بدلا من أن تكون ملاذا آمنا، قد تحولت إلى حاضنة للتطرف والإرهاب
وليست هذه المرة الأولى التي تثار فيها مثل هذه الشكوك، إذ من المعروف أن تنظيم “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” (داعش) تأسس على يد عدنان أبو الوليد الصحراوي، وهو عضو سابق في جبهة البوليساريو. كما يظهر هذا الارتباط المباشر بين قيادات إرهابية ومخيمات البوليساريو حجم الخطر الوجودي الذي تشكله هذه البيئة على الأمن الإقليمي والدولي.
وشددت المصادر على أن هذه الحادثة الأخيرة تمثل جرس إنذار واضحا للمجتمع الدولي بأسره، إذ لم تعد التهديدات الأمنية حكرا على منطقة الساحل المضطربة، بل باتت تمتد إلى دول الجوار، وصولا إلى أوروبا، التي أصبحت بدورها هدفا محتملا للخلايا الإرهابية.
وفي سياق هذه التطورات، بات من الضروري اتخاذ إجراءات صارمة لمعالجة هذا الوضع المتفاقم، من بينها تعزيز المراقبة داخل المخيمات، وتكثيف التنسيق الأمني بين الدول المعنية، والعمل الجاد على تفكيك شبكات التطرف. كما دعت المصادر إلى إدراج التنظيم الانفصالي ضمن قوائم التنظيمات الإرهابية التي تُهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.