أسامة بلفقير – الرباط
صفعة قوية تقلتها الجزائر وجماعتها المتطرفة “البوليساريو” بعد قرار دولة الإمارات العربية المتحدة افتتاح قنصلية عامة لها بمدينة العيون المغربية، في سياق ثورة حقيقية تشهدها الدبلوماسية المغربية على مستوى تدبير ملف الصحراء المغربية، وهو الأمر الذي يتم تتويجه اليوم بافتتاح دول عديدة لقنصلياتها في عاصمة الصحراء المغربية.
خصوص قرار دولة الإمارات العربية تكمن أول في حجم هذه الدولة على مستوى صناعة القرار العربي. فمعلوم أن أبوظبي أصبحت اليوم في قلب المعادلة العربية والدولية أيضا، ولا مبالغة إن قلنا بأن هذه اليوم تؤثر بشكل مباشر على عدد من القرارات التي يتم اتخاذها، الأمر الذي يجعل قرارها افتتاح قنصلية لها في مدينة العيون، كأول دولة عربية، هو مجرد بداية لهبة عربية من أجل نصرة المغرب في هذه القضية العادلة.
صحيح أن أغلب الدول العربية لها موقف واضح ومبدئ تجاه وحدة الأراضي المغربية، وتدافع بشكل واضح عن مغربية الصحراء، باستثناء الجزائر التي اختارت موقفا عدائيا للوحدة العربية باحتضانها لجماعة متطرفة ومسلحة تهدد سلم المنطقة. لكن ما يميز القرار الإماراتي هو أنه سيكون بداية لفتح قنصليات عدد من الدول، وعلى رأسها دول الخليج التي تربطها علاقات متميزة مع المملكة.
لكن قوة الصفعة التي تلقتها الجزائر تتميز بالسياق الخاص الذي أعلن فيه هذا القرار. فنحن في لحظة تقوم فيها عصابات البوليساريو، باعتراض حركة التجارة وتجويع دول الجوار والدول الإفريقية عبر منع وصول الشاحنات التي تحمل المواد الغذائية وحليب الأطفال، ما دفع عددا من الأطراف داخل موريتانيا إلى التحذير من هذا الوضع الخطير الذي يمثل جريمة ضد القوانين الدولية، وتحديا لمختلف قرارات مجلس الأمن الدولي وأيضا نداءات احترام حرية تنقل الأشخاص والكف عن تهديد سلامتهم الشخصية.
افتتاح قنصلية الإمارات العربية المتحدة هي رسالة أول لمن يستثمرون في “صراع” وهمي بين الرباط وأبو ظبي، وتؤكد اليوم أن العلاقات بين البلدين تتجاوز أي خلافات عابرة. والحال أن مواقف الإمارات، تجاه قضايا المملكة وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، تظل مواقف مبدئية يتم التأكيد عليها كلما طفت على السطح مساع للتحرش بالوحدة الترابية للمملكة واستهداف أمنها الداخلي.