24ساعة-متابعة
شهد موقع “كش كوش الأثري”، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 5000 سنة، اكتشافًا أثريًا مذهلاً يُعيد تشكيل فهمنا لتاريخ المغرب والمتوسط الغربي.
هذا الاكتشاف، الذي كشفت عنه الحفريات الأخيرة، يبرز الطابع المتقدم والمستقل للمجتمعات المغربية القديمة، ويُبطل الأسطورة القائلة بأن الحضارة في المغرب ارتبطت بالتأثير الفينيقي أو البوني.
ومع ذلك، يثير صمت المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث (INSAP) حول هذا الحدث تساؤلات. بينما تحتفي الصحافة المتخصصة بهذا الإنجاز الذي يعزز مكانة المغرب كأحد أبرز المراكز الأثرية في العالم.
تفاصيل الاكتشاف
أظهرت الحفريات في موقع “كش كوش”، الواقع في المغرب، دلائل على وجود مجتمع زراعي مستقر، يتمتع بإنتاج حرفي غني ونشاط تجاري مع شبه الجزيرة الإيبيرية. تشمل الاكتشافات أدوات متطورة. ومنتجات فخارية متقنة، إلى جانب بقايا محاصيل زراعية تؤكد على ممارسة الزراعة بشكل منظم.
هذه النتائج تثبت أن المجتمعات المغربية القديمة كانت تتمتع باستقلالية اقتصادية وثقافية قبل أي تأثير خارجي، مما يعيد رسم خريطة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة.
هذا الاكتشاف يعتبر بمثابة ثورة في الدراسات الأثرية، حيث يبرز المغرب كمركز حضاري مبكر في المتوسط الغربي. كما يتحدى الروايات التقليدية التي ربطت تطور الحضارة في شمال إفريقيا بالهجرات أو التأثيرات الفينيقية والبونية، مؤكدًا على أصالة وتفرد الثقافة المغربية القديمة.
صمت المعهد الوطني للآثار
على الرغم من أهمية هذا الاكتشاف، فإن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث لم يصدر أي بيان رسمي. حول هذه النتائج حتى الآن، وهو ما أثار استغراب المهتمين بالتراث والآثار في المغرب وخارجه. هذا الصمت يتناقض مع الاهتمام الدولي المتزايد،
حيث بدأت الصحافة المتخصصة في الآثار تسلط الضوء على هذا الحدث، مشيدةً بالدور المحوري للمغرب في إعادة كتابة تاريخ المنطقة.
يثير هذا التجاهل تساؤلات حول أسباب عدم الإعلان الرسمي، خاصة أن مثل هذه الاكتشافات تمثل فرصة لتعزيز الهوية الثقافية الوطنية. وجذب الاهتمام الأكاديمي والسياحي. ويطالب العديد من الباحثين والمهتمين بضرورة نشر تقارير مفصلة حول هذه الحفريات. لضمان توثيق الاكتشافات ومشاركتها مع الجمهور والمجتمع العلمي.
أهمية الاكتشاف للمغرب
يُعزز هذا الاكتشاف مكانة المغرب كواحد من أهم المراكز الأثرية في العالم، حيث يبرز كمركز حضاري قديم يمتلك تاريخًا غنيًا ومتنوعًا.
كما يفتح آفاقًا جديدة للدراسات الأثرية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات التجارية والثقافية بين شمال إفريقيا وأوروبا في العصور القديمة. ومن المتوقع أن يسهم هذا الاكتشاف في جذب المزيد من البعثات الأثرية الدولية إلى المغرب. مما يعزز مكانته كوجهة للبحث العلمي والسياحة الثقافية.
إضافة إلى ذلك، يُعد هذا الحدث فرصة لتعزيز الوعي الوطني بالتراث المغربي. وتشجيع الأجيال الجديدة على الاهتمام بالتاريخ والآثار. كما يدعم الرواية التاريخية التي تؤكد على العمق الحضاري للمغرب. بعيدًا عن التصورات الاستعمارية التي ربطت تطور المنطقة بالتأثيرات الخارجية.