يوسف المرزوقي- الرباط
أثار الارتفاع الصاروخي لمصاريف الحج برسم سنة 2022، جدلا واسعا داخل مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بلغت المصاريف المحددة للحج إلى حوالي 7 ملايين سنتيم، حسب ما أعلنت عنه وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية.
وعجت مواقع ”السوشيال ميديا”، بأراء متباينة حول الزيادة في مصاريف الحج لهذه السنة، بين من يرى أن المبالغ المالية الطائلة التي سيصرفها الحجاج في السعودية، الأجدر بها ”فقراء المغرب” تبعا لمقولة ”الحج فالمسكين وفي الجار المدين وفي المريض …). مشددين على أن ”الشخص الذي يملك مبلغ اداء مناسك الحج و جاره يعاني في مرض أو فقير فلا ينطبق عليه القول “من استطاع إليها سبيلا” لانه لم يحسن إلى جاره و لم يُخرج زكاة أمولاه..”.
في المقابل، هناك أراء تقول إن الحج ركن من أركان الإسلام ”لا يجب أن ندخل فيه الحسابات الأخرى وبأن هناك كذلك من ينفق أمواله في السياحة والاعراس بل وفي أشياء محرمة ولا ينفقها على الفقراء و المحتاجين وهم أصل هذا النقاش من أصله”.
الكاتبة والباحثة الاجتماعية المغربية، عائشة التاج، كتبت تدوينة في صفحتها الخاصة على ”فيسبوك” جاء فيها: ” المصاريف المحددة للحج حسب الاوقاف تصل إلى ثلاثة وستون الف درهما…الحج لمن استطاع اليه سبيلا…. وهم قلة تزداد تقلصا سنة عن أخرى”.
الروائي المغربي المثير للجدل، عبد العزيز العبدي، يقول معلقا على الموضوع: ”لست فقيها ولا عالم دين، ولا أدعي الافتاء ولا حتى النصح، لكن أعتقد أن اسعاد شخص بمبلغ 63800 درهم سيكون له أثر وربما أجر عند الله أفضل من تدبيره في الحج…”.
ويضيف صاحب رواية ”رأس وقدمان” ساخرا: ”ملاحظة لا قيمة لها: أنا من الاشخاص الذين يمكن إسعادهم بهذا المبلغ…لماذا لا قيمة لها؟ لأن جل أصدقائي غير الكفرة بالله ولا ينوون الذهاب إلى الحج… للأسف…”.
وكتب الهواري غباري؛ مُخرج مغربي مقيم في بلجيكا؛ تدوينة مطولة جاء فيها: ”90 مليون دولار هو القيمة لي غيحطوها الحجاج المغاربة هاذ العام، كاين لي عمرو كامل وهو كيجمع ومامهليش ف راسو باش يمشي يحج كاين لي محتاج لذوك لفلوس يصلح دارو ولايعاون بيها ولادو ومايقدرش خاصو يمشي”.
وأضاف مُخرج فيلم ”النشبة” أن ”الفكرة المهيمنة أن هذاك المكان هو فين كيتغسلو العظام التحمحيمة الاخيرة قبل الرحيل لا أظن أن الله سيرضى بهذا ان يدفع الانسان كل مدخراته ليرضى عنه هو أكبر وأرقى ان يقايض رحمته وغفرانه بالمال ولكنهم تجار العقائد …”.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قد أعلنت أن مبلغ مصاريف الحج لهذا الموسم (1443هـ) بالنسبة لتنظيم الوزارة هو ثلاثة وستون ألفا وثمانمائة درهم (63.800 درهم)، وهو مبلغ غير شامل لمصاريف الجيب.
وأوضحت الوزارة، في بلاغ أمس الاثنين 23 ماي الجاري، حول مصاريف الحج، أنه على جميع من توفرت فيه الشروط (قرعة 2019 وشرط السن والتلقيح) أن يقوم بإيداع مبلغ المصاريف دفعة واحدة بإحدى وكالات بريد بنك في المدة ما بين صباح يوم الاثنين 30 مايو وعشية يوم الجمعة 3 يونيو؛ مضيفة أن مدة الإيداع ومكانه يسريان على المؤطرين بالوزارة والمؤطرين بوكالات الأسفار.
وأشارت إلى أنه يتعين على من يتقدم لأداء المصاريف بوكالات بريد بنك أن يكون مصحوبا ببطاقة التعريف الوطنية وشهادة التلقيح الخاص بكوفيد 19 (جرعة واحدة من صنف جونسون آند جونسون أو جرعتان من أحد الأصناف الأخرى).
وأبرزت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن هذا الإعلان يأتي بعد التوصل، أمس الأحد، بمعلومات من الجهات المكلفة بالحج في المملكة العربية السعودية بخصوص كلفة الخدمات الأساسية والإضافية، وعملا بتوصيات اللجنة الملكية للحج في اجتماع يوم 10 ماي الجاري.