محمد أسوار- الرباط
تحولت جلسة اجتماع مجلس جماعة الرباط، الذي تترأسه التجمعية أسماء أغلالو، إلى مشادات كلامية قوية بين الأغلبية والمعارضة بسبب طريقة تدبير المجلس لنفايات العاصمة.
وكشف مصدر مطلع لـ ”24 ساعة”، أن رئيس مقاطعة حسان ادريس الرازي عن حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي دخل في حرب مع عُمدة الرباط؛ وهي”زميلته” في نفس الحزب؛ حاول في جلسة اليوم الاثنين 12 شتنبر الجاري، إبداء ”نوايا الصلح”، عبر الدفاع عن طريقة تدبير المجلس لقطاع الأزبال، إلى حد أن شبه الرباط بالعاصمة الإسبانية مدريد من حيث النظافة.
وأوضح المصدر أن هذا التشبيه ”غير المعقول”، اثار حفيظة المعارضة التي انتفضت في وجه الرازي وفي وجه الأغلبية التي تسير مجلس الرباط.
وشدد المصدر أن سعي الرازي إلى المصالحة مع أغلالو ولو على حساب ”أزبال المدينة”، جاء بمبادرة من النائب الثاني لرئيس مقاطعة أكدال، أمين الابراهيمي، المنتمي بدروه لحزب التجمع الوطني للأحرار، والذي لا يزال محل متابعات قضائية بسبب تهم تتعلق بالتزوير.
في سياق متصل، اكتفى عمر الحياني، مستشار جماعي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي؛ الذي تهرب من الحديث عما وقع في المجلس بين ”الإخوة الأحرار الأعداء” في الاجتماع؛ بانتقاد المجلس الحالي والمجالس السابقة في طريقة تسييرها لقطاع النظافة في العاصمة.
وأوضح الحياني، في اتصال هاتفي مع جريدة ”24 ساعة”، أن غياب مراقبة المجلس للشركات المفوض لها تدبير النظافة، وراء عدم قيامها بالمهام المنوط بها على أحسن وجه.
وشدد الحياني المنتمي للمعارضة في جماعة الرباط، على أنهم راسلوا المجلس كتابيا حول الغرامات التي فرضت على شركات التدبير من أكتوبر 2021 إلى الوقت الحالي، مؤكدا أنهم لم يتوصلوا بعد بجواب في الموضوع وقد يتم ذلك خلال دورة أكتوبر، أي على بعد شهر من الآن.
وأبرز أن المعارضة تريد معرفة مدى فرض المجلس غرامات على شركات النظافة الحالية، بسبب تردي خدماتها، موضحا أن ذلك سيكشف إلى أي حد يقوم المجلس بدوره في المراقبة.
وأوضح أن العقدة التي كانت تربط جماعة الرباط مع شركات النظافة والتي تتمثل في السابق بالدفع لها مقابل أطنان الأزبال التي تجمعها؛ أفضل من العقدة الحالية المبنية على ”الفورفي”، وهو ما يطرح إشكال المراقبة وما يمكن أن يرافقه من اختلالات، واصفا ذلك بـ ”الخطر الكبير”.
وأضاف أن المجلس يسعى نحو تجديد العقد لسبع سنوات جديدة مع شركة ”أرما” المفوض لها تدبير الأزبال بمقاطعة حسان ويعقوب المنصور وتواركة، رغم أنها من النقط السوداء في العاصمة من حيث النظافة.
أما الانتقاد الثاني، وفق الحياني، فيتمثل في إسناد تدبير الأزبال لشركة ”SOS”، التي فشلت ووقعت لها العديد من المشاكل في مدن مغربية أخرى مثل الخميسات، سلا، القصر الكبير… واسندت لهاـ رغم ذلك- مهمة تدبير الأزبال في أهم أحياء في قلب الرباط مثل حسان، تواركة، المدينة القديمة وقصبة الوداية…