ندد خبراء دوليون، الخميس، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بالتواطؤ القائم بين جبهة البوليساريو وإيران، عبر حليفها حزب الله، مؤكدين أن الامر يتعلق بارتباطات خطيرة تشكل تهديدا كبيرا لاستقرار وأمن المنطقة.
وحذرت سوزان اشكرافت، الموظفة السابقة بإدارة مكافحة المخدرات الامريكية من أن منظمات عسكرية مثل حزب الله أنشأت معسكرات تدريب في مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، وتسعى باستمرار لتجنيد الشباب اليائس في هذه المخيمات لأغراض إرهابية، أو تهريب المخدرات والاتجار بالبشر”.
وأشارت السيدة اشكرافت، في هذا الصدد، الى تقرير صدر مؤخرا عن مركز دولي للبحوث يوثق الطموحات الإقليمية لإيران في منطقة الساحل ورغبتها في دعم ميليشيات البوليساريو “بغية زعزعة استقرار المنطقة وتهدد سلامة المملكة المغربية، الحليف للغرب منذ سنوات طويلة”.
وقالت إن إيران تواصل سعيها لتحقيق هذا الهدف من خلال حزب الله، الذي سلم أسلحة لجبهة البوليساريو، خاصة صواريخ أرض جو القادرة على إسقاط الطائرات التجارية.
وذكرت المتدخلة بأن “التهديد كان خطيرا بحيث قرر المغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران”، مؤكدة أن وجود حزب الله في مخيمات تندوف هو أمر يكتسي خطورة بالغة ويقتضي إيجاد حل سريع لنزاع الصحراء.
من جانبه، أكد جوناثان هوف، رئيس منظمة “سيفتي أند سيكيوريتي انترناشيونال سيريفيس”، أن العالم أدرك في شهر ماي الماضي حجم الخطر الذي يشكله استمرار النزاع حول الصحراء بعدما ندد المغرب علنا بالارتباطات الخطيرة بين جبهة البوليساريو وحزب الله وإيران، والتي شملت عمليات نقل أسلحة خطيرة.
ووفقا لهوف، تسعى إيران لتجنيد الشباب المحبط واليائس في مخيمات تندوف بسبب عدم وجود أي آفاق للمستقبل، من أجل إقامة “قاعدة خلفية” لنشاطاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
وبدورها، اعتبرت كارول إيدس، عن المنظمة غير الحكومية الأمريكية “كابيتل هيل برايرز بارتنرز”، أن اليأس وانعدام آفاق للشباب في تندوف يجعلهم عرضة لإغراء الإرهاب والعصابات والأنشطة غير القانونية الأخرى مثل الاتجار بالأسلحة والمخدرات والبشر.
وخلصت الى أن المنفذ الوحيد لإنقاذ هؤلاء الشباب والخروج من النفق الحالي هو مخطط الحكم الذاتي المغربي الذي وصف من قبل مجلس الامن الدولي بالجدي والواقعي وذي المصداقية.