في أول خروج إعلامي للأمير الاحمر في صحيفة بعد ترحيله من تونس بالقوة، يتحدث الأمير مولاي هشام عن تفاصيل مغادرته تونس وعن الجهات التي قد تكون وراء هذا الإبعاد.
في المرة الأولى، تم استدعاؤك في الفندق وطلب منك التوجه إلى دائرة الأمن، هل وضح لك رجال الأمن المكلفون سبب استدعائك؟ هل قالوا لك إلى أي جهاز أمني ينتمون؟
أصر على تأكيد أنه لم يتم اعتقالي أبدا في البداية، حدث الأمر في الفندق، حيث قصدني رجال الأمن مرفوقين بمدير الفندق، ووضحوا لي أنهم ينتمون الى أمن المطار، ولكنهم رفضوا إبراز هوياتهم. كما لم يوضحوا سبب اتصالهم بي، ولكنهم قالوا إن هناك مشكلة متعلقة بالجمارك يتوجب حلها وأنه يتعين تفتيش غرفتي وأغراضي. وخلال التفتيش، الذي جرى لاحقا، أصررتُ على وجود مدير الفندق ليكون شاهدا على ما سيكتشفه رجال الأمن وتفاديا لدسّ مواد مشبوهة في الغرفة أو الأغراض.
وعند الخروج من الفندق ، توقع رجال الأمن أن أرافقهم على متن سيارة يقدمها الفندق، ولكني طلبت أن أرافقهم في سيارتهم حتى يصبح واضحا أنني تحت مسئوليتهم في حالة وجود ما يهدد حياتي.
كيف وفي أية لحظة تم اخطارك بأنك ستُبعد؟ هل طلبت أية توضيحات؟ وما هو إلرد الذي قدم لك؟
اقتادوني مباشرة الى المطار. وعند وصولنا أخبرني مدير إير فرانس بأنه طُلب منه أن يحجز لي مقعدا على الرحلة المتجهة الى باريس. في تلك اللحظة توجهت إلى رجال الأمن وقلت لهم إن الأمر يتعلق بإبعاد تعسفيّ، ما يوجب تفسيرا. طلبت مستندا رسميا يؤكد هذا الإبعاد ومسبباته القانونية. وعندها اعترف رجال الشرطة بعجزهم عن تقديم وثيقة رسمية لأنني لم أرتكب جناية أو جنحة، بل طالبا بإصرار بأن يشهدوا على إبعادي ولو بختم جوازي بطابع رسمي، ولكنهم أجابوني بأن من حقهم أن يتخذوا قرارا سياديا بحكم وجودهم في بلد ذي سيادة. وردا عليهم، شرحت لهم أنني أحترم وضعهم ولكني رجل حر وأستطيع أن أتخذ قرارات حرة. كما أخبرتهم بأنه في غياب وثيقة رسمية سيكون عليهم تقييدي لوضعي في الطائرة. وبعد 45 دقيقة تنازلوا ختموا جوازي. وكان آخر طلباتي أن يعلنوا شفاهة أنهم أبعدوني رغم أنني لم أرتكب جريمة، على أن يتم ذلك بتشغيل المكروفونات خلال حديثي مع ثلاثة أطراف خارجية. وخلال تلك المحادثات الهاتفية، أكد مدير إير فرانس حقيقة أنه تم إبعادي دون ارتكابي أية جريمة. بعد ذلك رافقوني إلى الطائرة وسافرت إلى باريس.
هل لديك فكرة عن تورط السلطات المغربية في هذا الإبعاد؟ هل اتصلت بسفارة المغرب للاستفسار عن وضعك؟
لم أتجه إلى السلطات المغربية للاستفسار عن وضعي، وليست لدي أي فكرة عن تورطها. ليست لدي رغبة في التكهن.
تحدث بعض المراقبين عن وجود رابط بين إبعادك وضغوط سعودية اماراتية نظرا لأن دبلوماسية البلدين متضايقة من موضوع الندوة وحمولة أفكارك حول الموضوع؟
لقد كان تدخلي في هذه الندوة الأكاديمية التي ترعاها جامعة ستانفورد سيقترح منظورا مقارنا حول التحول السياسي في تونس وتحديات تعزيز الديمقراطية. ليست لدي أي فكرة عن التدخل السعودي والإماراتي في الشئون الأكاديمية. ومرة أخرى ليست لدي رغبة في التكهن.