قال عياد أبلال، الباحث الأنثروبولوجي تعليقا على حادثة الاغتصاب الجماعي التي كانت إحدى حافلات النقل العمومي في الدار البيضاء مسرحا لها جاء إن “حادثة الاغتصاب في الحافلة هي نتيجة حتمية لاغتصاب الدولة للحق في التعليم؛ الحق في التربية؛ الحق في الصحة؛ الحق في العمل؛ الحق في الديموقراطية؛ الحق في الأمل؛ الحق في الأمن؛ الحق في الحرية والكرامة؛ الحق في دولة المؤسسات والحق والقانون.
وتابع عياد أبلال أن “حادثة الاغتصاب الفردي والجماعي، من حمارة سيدي قاسم إلى حافلة البيضاء، مرورا بعشرات ومئات الاغتصابات للأطفال والنساء والفتيات، هي نتيجة حتمية لتفكيك الدولة للمؤسسات التنشئة الاجتماعية، وعلى رأسها الأسرة، التي أصبحت مجرد خلية جنسية تناسلية، بعدما أفقدتها وظيفتها التربوية والقيمية؛ وتفكيك مؤسسات التنشئة السياسية، وعلى رأسها الأحزاب التي أصبحت مجرد دكاكين سياسية انتخابية؛ وتفكيك الدين واختزاله في طقوس التدين الكرنفالية وتوظيفه في شرعنة الاستبداد، بتعويض روح الدين بسياسة المعبد”.
واشار الباحث الأنثروبولوجي إلى إن “الاغتصاب في شرع المخزن قد يصبح مجرد إلهاء وتمويه في حفلة تنكّرية كبيرة اسمها الاستعباد.. الاغتصاب في معيشنا اليومي، ثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، هو نتاج اغتصاب الدولة المخزنية لحق الشعب في الوطن والمواطنة”.