خرجت علينا مجلة “جون أفريك” بتوضيح لم يحمل من الشرح إلا محاولة اختزال الخطأ المعلوم في إعطاء المغاربة درسا لغويا في الفرق بين الفعلين “وُلد” و”صُنع” المبنيين للمجهول في رواية المجلة الجاهلة.. فبعد صورة الغلاف المستفز التي تحمل صك الاتهام المستتر، جاء التوضيح الذي يشبه تحريف النقاش المكتوب لتساؤلات فرضتها قذارة الصورة نحو دعوة القراء إلى المحاججة العقيمة بما كتب من تحليل في ملف المجلة.
فكيف يكفي أن تولد في المغرب حتى تصبح “إرهابيا”؟!… يبدو أن حَرّ التهمة سيلاحق جميع بنات وأبناء الماء والتراب المغربي؛ ما يعني أن الأربعين مليونا من المزدادات والمزدادين في هذا الوطن هم جيش احتياطي من الانتحاريين الذين لن ينفع معهم إلا سجن المغربيات والمغاربة داخل “غوانتنامو” جديد اسمه “المغرب الأقصى” وتمتيع الشيوخ والأطفال منهم بالوضع تحت المراقبة القضائية الدولية مع حمل السوار.
هذا ما استطعت إليه سبيلا أمام هذا الرد الأقبح منن الخطأ غير المهني لمجلة “جون أفريك”. إننا فعلا أمام سخافة الصحافة، التي عوض أن تعالج الوقائع بالتحليل الرزين أو الاعتذار الواضح، تعمد إلى تمويه العالم وبعث أجواء اللاثقة في صورة شعب لا يربطه بالإرهاب إلا أغلفة صحافة الزور والبهتان واستثناءات لا يقاس على صورها ولا يمكن تعميم إسقاطاتها أو إيحاءات خطها التحريري.
وإذا كانت اللامهنية المتجسدة في ربط الإرهاب بمكانن الازدياد كعامل لتحديد أسبابه ومحاولة جعلها رقما صوريا في معادلة المسببات الواقعية داخل البلدان المستقبلة تعني، قبل كل شئ، محاولة استغلال حادث إرهابي وتوظيف مكان ازدياد منفذيه لتشكيك الوجدان الأروبي في اعتدال الشعب المغربي بأكمله، فإن واجب اليقظة الداخلية يقضي بوجوب ربط “غزوات” العناوين الصحافية وتفكيك عناصر الهجمة المركبة لكي تتضح لنا جميعا حقيقة أن المستهدف ليس فقط النموذج الديني المغربي والتجربة الديمقراطية المغربية..
إننا أمام أنامل قذرة تلعب ورقة “اثنين في واحد”؛ إنناا في مواجهة خطتهم الصبيانية المكشوفة، التي تريد عرقلة التقدم المغربي المراكم للمنجزات متعددة الأبعاد. فتلكم أبواق المخابرات الجزائرية تشنّ غزوتها باتهام المغرب بتصدير الفكر الضال وزعزعزة الأمن الروحي للدولة الجزائرية والتكييف تلائمه فرقة كركرية مزركشة.. و هاكم صحافة السخافة تتجاوز أقسى النظريات الإعلامية لتُقرّب الشعب المغربي من صورة الفكر الإرهابي وصك الاتهام: “الإرهاب ولد بالمغرب”.
ويبقى الرابط المشترك بين “الغزوات” هو ضرب الامتدادد المغربي داخل العمق الإفريقي، مع تشويه صورة الانفتاح المغربي على أوروبا!
نعم، وُلدتُ في المغرب وحب الوطن فطرة الإنسان وليسس حرية اختيار؛ نعم، ولدت في المغرب وأعرف كواحد من “وْلاد الشعبْ” أن عقيدة من هاجروا نحو الحلم الأوروبي كانت تتلخص في جملة “باغي نعيشْ” وليس “باغي داعيشْ” .
من هنا انطلقوا وهناك تاهوا. وبين أحضان دعاة الحقدد والكراهية، الذين وفرت لهم اوروبا الحماية ووفرت لهم شروط التكفير المريح ونشر الفكر القذر؛ بين أحضانهم تعلموا كيف يفجّرون. وقبل ذلك كانوا بداخلها يتنقلون ويعبرون الحدود ويستعملون التكنولوجيا أمام أنظار أوربا الحالمة، وبمساعدة من الحاضنة الجديدة “أوروبا” فجروا مبدأ التعايش والسلام وأعلنوا عدم نجاح الحل الأوروبي لإشكالية الإدماج والاندماج السليمين.
فلماذا يرفضون وحدة الحلم الإفريقي والحلم الأوروبي؟!