الدار البيضاء-أسماء خيندوف
أعلنت مجموعة من الحركات الانفصالية في مالي عن تأسيس تحالف جديد سياسي عسكري تحت اسم ” جبهة تحرير أزواد”، الذي يهدف إلى تعزيز مطالبهم بالاستقلال أو الحكم الذاتي في مناطق الشمال، التي تشهد صراعا مستمرا منذ عدة سنوات. حيث يشمل التحالف الجديد مجموعة من الجماعات المسلحة التي كانت قد تبنت مواقف مختلفة في الماضي، ما يشير إلى تحول في استراتيجية هذه الحركات.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية “أ ف ب” أن المسؤولون أعلنوا عن تشكيل “جبهة تحرير أزواد “، وهو تحالف جديد يتكون من الجماعات المسلحة الانفصالية التي يقودها الطوارق، والتي تمثل الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن شعب أزواد. في بيان صدر بعد اجتماع عقد بين 26 و 30 نونبر 2024، حيث يهدف إلى تعزيز الجهود العسكرية والسياسية للمجموعة في مواجهة السلطة المركزية في مالي.
و أضافت أن الجبهة الجديدة وصفت بأنها “كيان سياسي-عسكري يعبر عن تطلعات شعب أزواد في حق تقرير المصير”، في خطوة تهدف إلى توحيد الجهود السياسية والعسكرية للإنفصاليين في شمال مالي.
و أشارت إلى الجماعات المسلحة الانفصالية فقدت السيطرة على عدة مناطق في الشمال نهاية عام 2023 بعد هجوم شنته القوات المالية، والذي انتهى بالسيطرة على مدينة كيدال، المعقل الرئيسي للمطالبات الانفصالية وأحد النقاط الحيوية للسيادة بالنسبة للدولة المركزية.
وأوضحت “ا ف ب” أن هذا التحالف يهدف إلى تحقيق التحرير الكامل للأزواد وإقامة سلطة خاصة بالأزواد، حيث تم تبرير إنشاء هذه الجبهة الجديدة بناء على ما ورد في البيان من أن الجيش المالي وحلفاءه الروس ارتكبوا مجازر ضد المدنيين، بالإضافة إلى عدم التزام الحكومة في باماكو بالاتفاقيات الموقعة في الماضي.
وأوردت أن الجبهة الجديدة، دعت جميع أبناء الأزواد ذوي المواقف والأيديولوجيات المختلفة إلى الانفتاح على الوحدة من أجل تحقيق أهدافها المشتركة. كما وجهت النداء إلى دول المنطقة والمجتمع الدولي للاعتراف بالجبهة كممثل وحيد لشعب الأزواد. مشيرة تبني الجبهو لعلم جديد يعكس هويتها السياسية والعسكرية الموحدة.
و تجدر الإشارة إلى أن تشكيل تحالف جديد للإنفصاليين في مالي ليس مجرد حدث سياسي عابر، بل هو تحول يعكس تعقيدات النزاع المستمر في البلاد. خاصة كيف ستتفاعل الحكومة المالية مع هذه التطورات، وما إذا كان هذا التحالف سيساهم في تعزيز الاستقرار أو يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في المنطقة.